الموضوع
:
الأخلاق أعظم العظماء
عرض مشاركة واحدة
#
1
07-30-2011, 12:40 PM
vip_vip
Moderator
تاريخ التسجيل: May 2010
الدولة: egypt
المشاركات: 5,722
الأخلاق أعظم العظماء
الأخلاق أعظم العظماء
في سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر ، قرأته ألف مرة ،
ولكني ما انتبهت له إلا اليوم ، وهو أنه لما أراد الهجرة إلى المدينة ،
خلف على بن أبي طالب ، ليرد الودائع التي كانت عنده إلى أصحابها ! !
الودائع ... ؟
كيف كان رجال قريش يستودعونه أموالهم وتحفهم ،
مع ما كان بينه وبينهم ؟
لقد كان بين محمد وبين قريش لون من ألوان العداء ،
قل أن يكون له في شدته مثيل ، هو يسفه دينهم ، ويسب آلهتهم ،
ويدعوهم إلى ترك ما ألفوه ، وما كان عليه آباؤهم ،
وهم يؤذونه في جسده وفي أهله وأصحابه ، شردوهم إلى الحبشة أولاً ،
وإلى يثرب ثانياً ، وقاطعوهم مقاطعة شاملة ، وحبسوهم في الشعب ثلاث سنين . .
.
فكيف كانوا مع هذا كله يستودعونه أموالهم ؟
وكيف كان يحفظها لهم ؟
هل في الدنيا حزبان متنافران متناحران يودع
أحدهما الآخر ما يخاف عليه من الضياع ؟
هل في تواريخ الأمم كلها رجل واحد ، كانت له مثل هذه المنقبة ؟
رجل يبقى شريفاً أميناً في سلمه وفي حربه ،
وفي بغضه وفي حبه ويكون مع أعداء حزبه ، مثله في شيعته وصحبه ؟
وتكون الأمانة عنده فوق العواطف والمنافع والأغراض ،
وتكون الثقة به حقيقة ثابتة ، يؤمن بها القريب والبعيد ، والعدو الصديق ؟
إنها حادثة غريبة جداً ، تدل على أن محمداً كان في أخلاقه الشخصية
طبقة وحده في تاريخ الجنس البشري ،
وإنه لو لم يكن بالوحي أعظم الأنبياء ، لكان بهذه
الأخلاق أعظم العظماء
الشيخ علي الطنطاوي
رحمه الله
vip_vip
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى vip_vip
زيارة موقع vip_vip المفضل
البحث عن المشاركات التي كتبها vip_vip