حديث اليوم الخميس 21.07.1432
مرسل من عدنان الياس مع الشكر للأخ مالك المالكى
( ممَا جَاءَ فِي الْوِتْرِ بِرَكْعَةٍ )
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ
قَالَ سَأَلْتُ أبْنَ عُمَرَ فَقُلْتُ أُطِيلُ فِي رَكْعَتَيْ الْفَجْرِ
فَقَالَ رضى الله تعالى عنهما :
( كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ و على آله و صحبه وَ سَلَّمَ
يُصَلِّي مِنْ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى وَ يُوتِرُ بِرَكْعَةٍ
وَ كَانَ يُصَلِّي الرَّكْعَتَيْنِ وَ الْأَذَانُ فِي أُذُنِهِ يَعْنِي يُخَفِّفُ (
قَالَ وَ فِي الْبَاب عَنْ أم المؤمنين أمنا السيدة / عَائِشَةَ رضى الله تعالى عنها و عن أبيها
وَ جَابِرٍ بن عبدالله رضى الله عنهما وَ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ رضى الله عنهما
وَ أَبِي أَيُّوبَ رضى الله عنه وَ ابْنِ عَبَّاسٍ رضى الله عنهما
قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ وَ الْعَمَلُ عَلَى هَذَا
عِنْدَ بَعْضِ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ وَ التَّابِعِينَ
رَأَوْا أَنْ يَفْصِلَ الرَّجُلُ بَيْنَ الرَّكْعَتَيْنِ وَ الثَّالِثَةِ يُوتِرُ بِرَكْعَةٍ
وَ بِهِ يَقُولُ مَالِكٌ وَ الشَّافِعِيُّ وَ أَحْمَدُ وَ إِسْحَقُ .
الشـــــــــــــــــــــروح
قَوْلُهُ : ( عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ (
هُوَ أَخُو مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ ثِقَةٌ .
قَوْلُهُ : ( أُطِيلُ فِي رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ )
بِتَقْدِيرِ هَمْزَةِ الِاسْتِفْهَامِ ، وَ الْمُرَادُ بِرَكْعَتَيِ الْفَجْرِ سُنَّةُ الْفَجْرِ وَفِي رِوَايَةِ الْبُخَارِيِّ :
قُلْتُ لِابْنِ عُمَرَ : أَرَأَيْتَ الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ صَلَاةِ الْغَدَاةِ أُطِيلُ فِيهِمَا الْقِرَاءَةَ
( يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى ) بِلَا تَنْوِينٍ لِعَدَمِ انْصِرَافِهِ لِلْعَدْلِ وَالْوَصْفِ عَلَى
مَا قَالَهُ سِيبَوَيْهِ أَيْ ثِنْتَيْنِ ثِنْتَيْنِ . قَالَ ابْنُ الْمَلَكِ :
اسْتَدَلَّ أَبُو يُوسُفَ وَمُحَمَّدٌ وَالشَّافِعِيُّ بِهِ عَلَى أَنَّ الْأَفْضَلَ فِي صَلَاةِ اللَّيْلِ
أَنْ يُسَلِّمَ مِنْ كُلِّ رَكْعَتَيْنِ
( وَيُوتِرُ بِرَكْعَةٍ ) فِيهِ مَشْرُوعِيَّةُ الْإِيتَارِ بِرَكْعَةٍ وَاحِدَةٍ وَهُوَ الْحَقُّ
( وَكَانَ يُصَلِّي الرَّكْعَتَيْنِ ) أَيْ سُنَّةَ الْفَجْرِ
( وَالْأَذَانُ فِي أُذُنِهِ ) وَفِي رِوَايَةِ الْبُخَارِيِّ : وَكَأَنَّ الْأَذَانَ بِأُذُنَيْهِ ،
قَالَ حَمَّادٌ أَيْ بِسُرْعَةٍ .
قَالَ الْحَافِظُ فِي الْفَتْحِ قَوْلُهُ : بِأُذُنَيْهِ أَيْ لِقُرْبِ صَلَاتِهِ مِنَ الْأَذَانِ ، وَالْمُرَادُ بِهِ هَاهُنَا الْإِقَامَةُ ،
فَالْمَعْنَى أَنَّهُ كَانَ يُسْرِعُ بِرَكْعَتَيِ الْفَجْرِ إِسْرَاعَ مَنْ يَسْمَعُ إِقَامَةَ الصَّلَاةِ خَشْيَةَ فَوَاتِ أَوَّلِ الْوَقْتِ ، وَمُقْتَضَى ذَلِكَ تَخْفِيفُ الْقِرَاءَةِ فِيهِمَا فَيَحْصُلُ بِهِ الْجَوَابُ عَنْ سُؤَالِ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ
عَنْ قَدْرِ الْقِرَاءَةِ فِيهِمَا ، قَالَ وَقَوْلُهُ بِسُرْعَةٍ هُوَ تَفْسِيرٌ مِنَ الرَّاوِي
لِقَوْلِهِ كَأَنَّ الْأَذَانَ بِأُذُنَيْهِ ، انْتَهَى .
وَقَالَ النَّوَوِيُّ قَالَ الْقَاضِي : الْمُرَادُ بِالْأَذَانِ هُنَا الْإِقَامَةُ ،
وَهُوَ إِشَارَةٌ إِلَى شِدَّةِ تَخْفِيفِهَا بِالنِّسْبَةِ إِلَى بَاقِي صَلَاتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
قَوْلُهُ : ( وَ فِي الْبَابِ عَنْ عَائِشَةَ وَ جَابِرٍ
وَ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ وَ أَبِي أَيُّوبَ وَ ابْنِ عَبَّاسٍ )
أَمَّا حَدِيثُ عَائِشَةَ فَأَخْرَجَهُ الشَّيْخَانِ عَنْهَا قَالَتْ : كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يُصَلِّي فِيمَا بَيْنَ أَنْ يَفْرُغَ مِنْ صَلَاةِ الْعِشَاءِ إِلَى الْفَجْرِ إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً يُسَلِّمُ مِنْ
كُلِّ رَكْعَتَيْنِ وَيُوتِرُ بِوَاحِدَةٍ ... الْحَدِيثَ .
وَأَمَّا حَدِيثُ جَابِرٍ فَأَخْرَجَهُ مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرٍ فِي قِيَامِ اللَّيْلِ بِلَفْظِ :
صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَثْنَى مَثْنَى وَأَوْتَرَ بِوَاحِدَةٍ .
وَأَمَّا حَدِيثُ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ فَأَخْرَجَهُ أَيْضًا مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرٍ فِي قِيَامِ اللَّيْلِ وَفِيهِ : فَتَوَضَّأَ ،
ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ حَتَّى صَلَّى عَشْرَ رَكَعَاتٍ ، ثُمَّ سَلَّمَ ، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى سَجْدَةً
فَأَوْتَرَ بِهَا وَنَادَى الْمُنَادِي عِنْدَ ذَلِكَ . قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرٍ فَجَعَلَ هَذِهِ الرِّوَايَةَ
عَنِ الفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ ، وَالنَّاسُ إِنَّمَا رَوَوْا هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ
وَهُوَ الْمَحْفُوظُ عِنْدَنَا ، انْتَهَى .
وَأَمَّا حَدِيثُ أَبِي أَيُّوبَ فَأَخْرَجَهُ