وفيها أيضاً: وعند الحنابلة :
لو شرك بين نية الوضوء وبين قصد التبرد أو إزالة النجاسة أو الوسخ أجزأه،
وهو قول أكثر أصحاب أحمد ، لأن هذا القصد ليس بمحرم ولا مكروه،
ولهذا لو قصد مع رفع الحدث تعليم الوضوء لم يضره ذلك ،
وقد كان النبي
يقصد أحيانا بالصلاة تعليمها للناس، وكذلك الحج كما قال
: خذوا عني مناسككم،
وعندهم كذلك: لا يضر مع نية الصلاة قصد تعليم الصلاة لفعله
في صلاته على المنبر وغيره، أو قصد خلاص من خصم أو إدمان سهر،
أي لا يمنع الصحة بعد إتيانه بالنية المعتبرة، لا أنه لا ينقص ثوابه،
ولهذا ذكره ابن الجوزي فيما ينقص الأجر،
ومثله قصده مع نية الصوم هضم الطعام. انتهى.
وبه تعلم أن الذي ينبغي لك تمحيض النية للعبادة والقربة خروجاً من الخلاف،
وأن التشريك لا يضر عند الأكثر.
وبكل حال فمن صام صوما صحيحا، وتقبله الله منه
فإنه سيحصل بإذن الله تعالى على فوائد الصوم التي منها الفوائد الصحية،
والله أعلم.