. . . الآية إذا وصلت القلب و تمكّنت منه حصل الشفاء ،
و تحقق الدَّواء بإذن الله - تبارك و تعالى-
و لهذا خلقٌ كثير لا يُحصيهم إلا رب العالمين - سبحانه و تعالى -
زالت أمراضُهم و شُفيت أسقامهم
بعضهم بآية واحدة سمعها ،
آية واحدة سمعها و زال منه مرضه ،
أحياناً يكون مرضه الكفر بالله
- سبحانه وتعالى - فيتحوّل إلى إسلام ،
أحياناً يكون مرضه النفاق فيتحوّل إلى الإيمان ،
أحياناً يكون مرضُه الفسق و الفجور و المعاصي و الآثام
فيتحوّل إلى استقامة و هداية و صلاح و عبادة لله - تبارك و تعالى -
و القصص في هذا كثيرة جداًّ ، كثيرة جداًّ ،
كثير من الناس يتحدّث أن هدايته بسبب آية ، تجده سمعها ،
و أخذ يردّدها ، يجيلها في نفسه ، تتكرر في قلبه
حتى جعل الله - سبحانه و تعالى - فيها هدايته و صلاحه .
الفُضيل بن عياض ،
من أئمة التابعين أمضى أربعين سنة من حياته و هو معدود في كبار المجرمين ،
كان قاطع طريق و كانت القافلة بكاملها تخافه إلى أن بلغ الأربعين ،
و ليلة مِن الليالي أتى إلى بيت
- كما ذُكر في ترجمته في سير أعلام النبلاء و غيره -
، أتى إلى بيت يتسوّر البيت على عادته في إجرامه وعدوانه يتسوّر البيت
، و هو يتسوّر البيت إذا بصاحب البيت كان يقرأ القرآن ،
في سورة الحديد ،
وصل إلى قول الله - سبحانه و تعالى - :
" ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله
و ما نزل من الحق و لا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب
من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم و كثير منهم فاسقون "
سمع الفُضيل هذه الآية و دخلت قلبه ،
و تأثَّر من لحظته تأثراً عظيما ،
و قال في ساعته : بلى ،
أجاب ، ألم يأن ؟ قال : بلى،
يعني جاء الوقت الذي تخشع فيه القلوب لذكر الله ،
و نزل و عاهد نفسه أن يهاجر إلى مكّة
و أن يبقى فيها عابداً لله - سبحانه و تعالى - إلى أن يموت و ذهب إلى مكة .
آية واحدة
حوّلت مساره من إجرام إلى عابد من العبّاد
و صالح من الصالحين و من ساعته بدأ يرتّب و ذهب
إلى مكة و بقي فيها عابداً إلى أن توفَّاه الله - سبحانه و تعالى -
و في مكة يأتي العلماء و المحدّثون و يتلقى عنهم العلم
و يأخذ عنهم الفقه و يحفظ منهم الأحاديث ،
و لا تفتح الآن كتاباً من كتب التفسير أو كتاباً
من كتب الفقه أو الحديث أو غيرها إلاَّ و تجد النقول
العظيمة عن هذا الإمام ،
قال الإمام الفضيل بن عياض - رحمه الله -
آية واحدة غيّرت حياتي ! ا.هـ
مِن محاضرة " حبل الله الممدود "
التي ألقاها الشيخ
الدكتور عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر