من:إدارة بيت عطاء الخير
حديث اليوم
( باب الأكل يوم الفطر قبل الخروج )
 
حدثنا محمد بن عبد الرحيم حدثنا سعيد بن سليمان قال حدثنا هشيم
 قال أخبرنا عبيد الله بن أبي بكر بن أنس
 عن أنس بن مالك قال
( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يغدو يوم الفطر
 حتى يأكل تمرات )
وقال مرجأ بن رجاء حدثني عبيد الله قال حدثني أنس 
عن النبي صلى الله عليه وسلم ويأكلهن وترا 
الشرح
قوله : 
( باب الأكل يوم الفطر قبل الخروج ) 
أي إلى صلاة العيد . 
قوله : (
 أخبرنا عبيد الله )
 هو بالتصغير ، وفي نسخة الصغاني " حدثنا عبد الله بن أنس " بحذف 
أبي بكر ، هكذا رواه سعيد بن سليمان عن هشيم ، وتابعه أبو الربيع 
الزهراني عند الإسماعيلي ، وجبارة بن المغلس عند ابن ماجه ، ورواه 
عن هشيم قتيبة عند الترمذي ، وأحمد بن منيع عند ابن خزيمة ، وأبو بكر 
بن أبي شيبة عند ابن حبان والإسماعيلي ، وعمرو بن عون عند الحاكم 
فقالوا كلهم " عن هشيم عن محمد بن إسحاق عن حفص بن عبيد الله بن أنس 
عن أنس " قال الترمذي صحيح غريب ، وأعله الإسماعيلي بأن هشيما 
مدلس ، وقد اختلف عليه فيه ، وابن إسحاق ليس من شرط البخاري . 
قلت : وهي علة غير قادحة لأن هشيما قد صرح فيه بالإخبار فأمن تدليسه 
، ولهذا نزل فيه البخاري درجة لأن سعيد بن سليمان من شيوخه ، 
وقد أخرج هذا الحديث عنه بواسطة لكونه لم يسمعه منه ولم يلق
 من أصحاب هشيم مع كثرة من لقيه منهم من يحدث به مصرحا عنه فيه 
بالإخبار ، وقد جزم أبو مسعود الدمشقي بأنه كان عند هشيم على 
الوجهين ، وأن أصحاب هشيم القدماء كانوا يروونه عنه على الوجه 
الأول فلا تضر طريق ابن إسحاق المذكورة ، قال البيهقي : ويؤكد ذلك 
أن سعيد بن سليمان قد رواه عن هشيم على الوجهين ، ثم ساقه من 
رواية معاذ بن المثنى عنه عن هشيم بالإسنادين المذكورين فرجح صنيع 
البخاري ، ويؤيد ذلك متابعة مرجى بن رجاء لهشيم على روايته له ع
ن عبيد الله بن أبي بكر ، وقد علقها البخاري هنا ، وأفادت ثلاث فوائد : 
الأولى هذه ، والثانية تصريح عبيد الله فيه بالإخبار عن أنس ، والثالثة 
تقييد الأكل بكونه وترا . وقد وصلها ابن خزيمة والإسماعيلي وغيرهما 
من طريق أبي النضر عن مرجى بلفظ " يخرج " بدل " يغدو " والباقي 
مثل لفظ هشيم وفيه الزيادة ، وكذا وصله أبو ذر في زياداته في الصحيح 
عن أبي حامد بن نعيم عن الحسين بن محمد بن مصعب عن أبي داود 
السنجي عن أبي النضر ، وأخرجه الإمام أحمد عن حرمي بن عمارة 
عن مرجى بلفظ " ويأكلهن أفرادا " ومن هذا الوجه أخرجه البخاري 
في تاريخه ، وله راو ثالث عن عبيد الله بن أبي بكر أخرجه الإسماعيلي
 أيضا وابن حبان والحاكم من رواية عتبة بن حميد عنه بلفظ " ما خرج 
يوم فطر حتى يأكل تمرات ثلاثا أو خمسا أو سبعا أو أقل من ذلك أو أكثر 
وترا ، وهي أصرح في المداومة على ذلك ، قال المهلب : الحكمة 
في الأكل قبل الصلاة أن لا يظن ظان لزوم الصوم حتى يصلي العيد ، 
فكأنه أراد سد هذه الذريعة . 
وقال غيره : لما وقع وجوب الفطر عقب وجوب الصوم استحب تعجيل 
الفطر مبادرة إلى امتثال أمر الله تعالى ، ويشعر بذلك اقتصاره على القليل 
من ذلك ، ولو كان لغير الامتثال لأكل قدر الشبع ، وأشار إلى ذلك ابن 
أبي جمرة . وقال بعض المالكية : لما كان المعتكف لا يتم اعتكافه حتى 
يغدو إلى المصلى قبل انصرافه إلى بيته خشي أن يعتمد في هذا الجزء 
من النهار باعتبار استصحاب الصائم ما يعتمد من استصحاب الاعتكاف ، 
ففرق بينهما بمشروعية الأكل قبل الغدو . وقيل لأن الشيطان الذي يحبس 
في رمضان لا يطلق إلا بعد صلاة العيد ، فاستحب تعجيل الفطر بدارا إلى 
السلامة من وسوسته . وسيأتي توجيه آخر لابن المنير في الباب الذي 
بعده . وقال ابن قدامة : لا نعلم في استحباب تعجيل الأكل يوم الفطر 
اختلافا . انتهى . 
وقد روى ابن أبي شيبة عن ابن مسعود التخيير فيه ، وعن النخعي أيضا 
مثله . والحكمة في استحباب التمر لما في الحلو من تقوية البصر الذي 
يضعفه الصوم ، ولأن الحلو مما يوافق الإيمان ويعبر به المنام ويرق به 
القلب وهو أيسر من غيره ، ومن ثم استحب بعض التابعين أنه يفطر على 
الحلو مطلقا كالعسل رواه ابن أبي شيبة عن معاوية بن قرة وابن سيرين 
وغيرهما ، وروي فيه معنى آخر عن ابن عون أنه سئل عن ذلك فقال : 
إنه يحبس البول ، هذا كله في حق من يقدر على ذلك وإلا فينبغي أن يفطر 
ولو على الماء ليحصل له شبه ما من الاتباع أشار إليه ابن أبي جمرة . 
وأما جعلهن وترا فقال المهلب : فللإشارة إلى وحدانية الله تعالى ، وكذلك 
كان - صلى الله عليه وسلم - يفعله في جميع أموره تبركا بذلك . 
( تنبيه ) : 
مرجى بوزن معلى ، وأبوه بلفظ رجاء ضد الخوف بصري مختلف
 في الاحتجاج به ، وليس له في البخاري غير هذا الموضع الواحد 
اللهم صلى و سلم و بارك علي عبدك و رسولك
سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين 
a