
09-20-2011, 08:11 PM
|
Moderator
|
|
تاريخ التسجيل: May 2010
الدولة: egypt
المشاركات: 5,722
|
|
دين وحكمه ( الحلقة الثانية و الثمانون )
( الحلقة الثانية و الثمانون )
{ الموضوع السابع الفقرة 33 }
( أحكــام الصــلاة )
أخى المسلم
سيكون حديثنا اليوم عن
- تسوية الصفوف و سد الفُرَج
- الصلاة بين الاعمده
تسوية الصفوف و سد الفُرَج
يستحب إذا قال مقيم الصلاة
حى على الصلاة حى على الفلاح
أن ينهض الناس وقوفا فيتراصون صفوفا
بحيث تتساوى أكتافهم و أقدامهم
فان تسوية الصفوف من تمام الصلاة
و الله لاينظر إلى الصف الأعوج
و أن الصفوف المتراصة فى الصلاة
تشبه صفوف الملائكة عند ربهم
و تسوية الصفوف تدل على إستقامة المصلين
و قد كان النبى صلى الله عليه و سلم
قبل أن يدخل فى الصلاةيسوى الصفوف صفا بعد صف
و يأمر الناس بذلك
فعن أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه
أن النبى صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم
كان يقبل علينا بوجهه قبل أن يكبر
فيقول
( تراصوا و أعتدلوا )
و عنه أيضا رضى الله عنه
أن النبى صلى الله عليه و سلم قال
( سووا صفوفكم فأن تسوية الصف من تمام الصلاة )
رواه البخارى و مسلم
و عن النعمان بن بشير رضى الله عنهما
أن النبى صلى الله عليه و سلم قال
( لتسون صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم )
رواه أبو داود و صححه الترمذى
و إن مخالفة الوجوه كناية عن أختلاف القلوب
مما ينشأ عنه حصول العداوة و البغضاء
فأنظر أخى المسلم
كيف يؤدى أختلاف الصفوف و عدم تسويتها
إلى وجود النفرة و الأختلاف بين القلوب
و لهذا يجب علينا أن نحرص على تسوية الصفوف ما أستطعنا
و كثيرا ما يحدث الأختلاف فى الصف بعد دخول الناس فى الصلاة
و ذلك حين يركعون تجد بعضهم يتقدم و بعضهم يتأخر و هكذا حين يسجدون
مع أن من الواجب
أن يركع المصلى و قدماه فى موضعهما
لا يقدمهما و لا يؤخرهما
حتى لا يحدث خلافا فى الصف
أخى المسلم
نرى بعض الناس يشتغل بأصلاح عيوب غيره فى الصلاة
فأن رأى رجلا تأخر جذبه إلى الامام
و إن رأه تقدم جذبه إلى الخلف
حتى يستوى فى الصف
فيظل يجذب هذا و يجر ذاك
فينسى كثيرا من صلاته و يغفل عن ذكر ربه
و هو غير مكلف بهذا
بل عليه أن يصلح من شأنه فقط
فان تقدم أو تأخر أستوى فى الصف
هذا و يستحب للمسلم إذا وجد فى الصف فُرجة أن يدخل فيها
عن عبد الله بن عمر رضى الله عنهما
أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
( خياركم ألينكم مناكب فى الصلاة )
و ما من خطوة أعظم أجراً من خطوة مشاها الرجل إلى فُرجة فى الصف فسدها
ألينكم معناها : أطوعكم لأخيه عندما يجذبه لسد فُرجة من الفُرَج فى الصف
رواه الطبرانى فى الأوسط
و عن أم المؤمنين أمنا السيدة / عائشة رضى الله عنها و عن أبيها أنها قالت
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
( من سد فُرجة رفعه الله بها درجة و بنى له بيتا فى الجنة )
رواه الطبرانى فى الأوسط
و عن أبن عمر رضى الله عنهما
أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
( أقيموا الصفوف و حاذوا بين المناكب و سدوا الخلل
و ليِنوا بأيدى أخوانكم و لا تذروا فُرجات الشيطان
و من وصل صفا وصله اللهو من قطع صفا قطعه الله )
حاذوا بمعنى : لا تتركوا الثغرات و الفتحات و تصدع الصفوف بوجود جزء عار بين أثنين
المناكب بمعنى : الأكتاف
رواه أحمد و أبو داود
الصلاة بين الأعمدة
يكره بناء الصف بين الأعمده لغير ضرورة
لأن الأعمدة تقطع الصف
فعن معاوية بن قرة عن أبيه قال
( كُنا نُنهى أن نصف بين الصوارى على عهد
رسول الله صلى الله عليه و سلم
و نطرد عنها طردا )
أخرجه أبن ماجة
و قال ابن مسعود رضى الله عنه
( لا تصفوا بين الصوارى )
أخرجه البيهقى
أخى المسلم
النهى هنا للكراهة لا للتحريم
و أختلفوا فى وقوف الأمام وحده بين الأعمدة
فكرهه بعضهم و جوزه بعضهم من غير كراهة
و أما المنفرد
فلا بأس أن يصلى بين الأعمدة
فقد جاء فى صحيح البخارى
أن النبى صلى الله عليه و سلم
صلى فى الكعبة بين العمودين
و يجب أن تعلم أخى المسلم
أن الحكمة فى النهى عن الصلاة بين الأعمدة
هى ما يترتب عليه من قطع الصف
فأذا لم يكن هناك صف
فلا بأس بالصلاة بينها
و الله أعلى و أعلم
أخى المسلم
نكتفى بهذا القدرو أنتظرونا على خير
إن شاء الله تعالىفى الحلقة القادمة
و لا تنسونا من صالح الدعاء
حــكــمــة الــيــوم
أخى فى الله
إن كنت قد أطلقت سمعك و بصرك و لسانك برهة من عمرك
فقيد الآن ما قد أطلقت
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
( يدخل فقراء المؤمنين الجنة قبل الأغنياء بخمسمائة عام )
و ذلك لأنهم سبقوا فى الدنيا بالعبادات
و أنت تترك الجماعة و تصلى وحدك
و إذا صليتها نقرتها نقر الديك
و هل يهدى للملوك إلا ما حسن و أنتخب
فما سبق الفقراء إلى الجنة
إلا لأنهم سبقوا فى خدمة المولى فى الدنيا
و المراد بالفقراء
الصابرين الذين صبروا على مُر الفاقة
حتى أن أحدهم ليفرح بالشدة كما تفرح أنت بالرخاء
فدخول الفقراء الجنة
يدل على تحضيضهم على الفاقة
و إلى اللقاء فى الحلقة القادمة إن كان فى العمر بقية إن شاء الله
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أخيكم الفقير إلى عفو ربه و مغفرته
هشام عباس محمود
|