
10-06-2011, 07:06 AM
|
Moderator
|
|
تاريخ التسجيل: May 2010
الدولة: egypt
المشاركات: 5,722
|
|
الحلقة ( 87 ) من دين وحكمة
( الحلقة السابعة و الثمانون )
{ الموضوع السابع الفقرة 38 }
( أحكــام الصــلاة )
أخى المسلم
سيكون حديثنا اليوم عن
صلاة الجمعة
و نظراً لطول المقالةسيتم تجزئتها إلى جزءين
فلنبدأ على بركة الله
صلاة الجمعة حكمها و دليل مشروعيتها
صلاة الجمعة فرض عين على من توفرت فيه شروط الوجوب
الآتى ذكرها و هى بدل عن صلاة الظهر
قال تعالى
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ
فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ }
الجمعة9
كما روى الطبرانى عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه أنه قال
خطبنا رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال :
( ان الله تعالى قد كتب عليكم الجمعة
فى مقامى هذا و فى ساعتى هذه و فى شهرى هذا و فى عامى هذا إلى يوم القيامة
من تركها من غير عذر مع أمام عادل أو جائر فلا جمع الله شمله
و لا بورك له فى أمره
ألا و لا صلاة له و لا حج له ألا و لا بر له و لا صدقة له )
و روى مسلم فى صحيحه
و أحمد فى مسنده عن أبن مسعود رضى الله عنه
أن النبى صلى الله عليه و سلمقال عن قوم يتخلفون عن صلاة الجمعة
( لقد هممت أن آمر رجلا يصلى بالناس
ثم أحرق على رجال يتخلفون عن يوم الجمعة بيوتهم )
و عن أبن عمر و أبن عباس رضى الله عنهما و عن أبويهما
أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
و هو على أعواد منبره
( لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعة
أو ليختمن الله على قلوبهم و ليُكتبُنَ من الغافلين )
أخرجه أحمد و النسائى
و هذه الأحاديث تفيد فرضية الجمعة على كل من أستكمل شرائطها
و تحذر المسلم من التخلف عنها تحذيرا شديدا
متى فرضت الجمعة و أين فرضت
قد فرضت صلاة الجمعة على الأصح
فى ربيع الأول من السنة الأولى من الهجرة فى المدينة المنورة
و أول جمعة صلاها النبى صلى الله عليه و سلم
كانت فى مسجد بنى سالم بن عوف فى السادس عشر من الشهر المذكور
و قيل أنها فرضت بمكة المكرمة
و لكن لم يتمكن النبى صلى الله عليه و سلم
من الجمع إليها فى مكة المكرمة
فأرسل إلى مصعب بن عمير
و هو أول رسول يرسله النبى صلى الله عليه و سلم
إلى المدينه ليعلم المسلمين أمور دينهم
أرسل إليه يأمره أن يجمع الناس يوم الجمعة
و يصلى بهم ركعتين تقربا إلى الله تعالى
و يدل على هذا قول أبن مسعود الأنصارى رضى الله عنه
أول من قدم من المهاجرين إلى المدينة المنورة هو مصعب بن عمير
و هو أول من جمع بها يوم الجمعة
جمعهم قبل أن يقدم الرسول صلى الله عليه و سلم
فصلى بهم و هم أثنا عشر رجلا
أخرجه الطبرانى
و قيل صليت الجمعه بالمدينه قبل هجرة النبى صلى الله عليه و سلم
على سبيل الجواز و فرضت بها بعد الهجرة
و هذا هو الظاهر
لأن سورة الجمعة هى سورة مدنية
و لقول محمد بن سيرين
جمع أهل المدينة قبل أن يقدم النبى صلى الله عليه و سلم
و قبل أن تنزل سورة الجمعةأى قبل أن تفرض صلاة الجمعة
ماهى حكمة مشروعيتها
لقدشرع الله تبارك و تعالى صلاة الجمعة
لكى يجتمع المسلمون من أهل القرية أو من أهل المدينه فى صعيد واحد
فيتعارفون و يتآلفون و يتعاونون على البر و التقوى
و تتمكن فى قلوبهم أواصر المودة و الرحمة
و ليستمعوا إلى شئ من النصح و الأرشاد
يلقيه على مسامعهم أمامهم و معلمهم
فتقوى به عزائمهم على فعل الخير
و تعلو هممهم إلى فعل ما أُمروا بهو تصفو نفوسهم من أكدارها
و تطهر قلوبهم من كوامن الحقد و الحسد و الغل و الضغينة و غير ذلك
من تجب عليه الجمعه و من لا تجب ؟؟
تجب الجمعة على المسلم
العاقل , البالغ , الذكر , الحر , المقيم , القادر
أى على الأتيان إلى المكان الذى تقام فيه الجمعة و غير المعذور
- 1 فلا تجب الجمعة على الكافر بناء على أنه غير مخاطب بفروع الشريعة
إذ الواجب عليه أولا الإسلام
فان أسلم وجبت عليه جميع الفرائضو قيل تجب عليه الجمعة و سائر الصلوات
و جميع الفرائض فهو مطالب بأصول الشريعة و فروعها
2 – لا تجب الجمعة و لا سائر الفرائض على مجنون
قال صلى الله عليه و سلم
( رفع القلم عن ثلاثالمجنون حتى يفيق
و النائم حتى يستيقظو الصبى حتى يبلغ )
أخرجه أحمد
3 - لاتجب الجمعة على الصبى و لكنه لو أداها تصح منه
4 – و لا تجب على المرأة
و لكن لو أدتها مع الجماعة صحت منهاو سدت مسد الظهر
- 5و لا تجب على العبد
و لكن لو أداها صحت منه و نابت عن الظهر
و العبد هو أنسان أسره المسلمون فى معركة حربية
وقعت بين المسلمين و غير المسلمين لإعلاء كلمة الله
فهذا الأسير و أبناءه و أبناء أبناءه يكونوا رقيقا لمالكهم
و له الحق فى بيعهم و الأنتفاع بهم
و لا نظن أن هناك رقيقا الأن يصح تملكهم
لإنقطاع الحروب الإسلامية منذ زمن بعيد
6 – و لا تجب صلاة الجمعة على المسافر سفر قصر
عند الحنفية و الحنابلة إلا إذا نوى الأقامة
و مسافة سفر القصر تقدر بحوالى ثمانية و سبعين كيلو مترا
و يرى الشافعية و المالكية
أن المسافر لا تجب عليه صلاة الجمعة
حتى و لو كان سفره قصيرا
أذا أبتعد عن البلد بنحو فرسخ
و الفرسخ ثلاثة أميال
قال عبد الله بن قدامة
و أما المسافر فأكثر أهل العلم أن لا جمعة عليه
و حكى الزهرى و النخمى
أنها تجب عليه لأن الجماعة تجب عليه فالجمعة أولى
7 - و لا تجب الجمعة على العاجز عن الأتيان إلى المكان الذى تقام فيه
بأن كان مريضا أو مقعدا أو أعمى لا يجد من يقوده
و لا يهتدى بنفسه إلى محل الجامع
و يلحق بالعاجز من كان له عذر يمنعه من الحضور إليها
بأن كان ممرضا يحتاج اليه المريض و لو تركه يزداد مرضه أو يتأخر شفاؤه
أو كان طبيبا يجرى عملية جراحية مثلا
أو كان محبوسا لا يستطيع الخروج من حبسه
و كل ذلك من الأعذار الضرورية
و الدين يسر و الطاعة على قدر الطاقة
قال تعالى
بسم الله الرحمن الرحيم
{ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ }
البقرة185
أخى المسلم
بفضل الله و حمدهأنتهينا من الجزء الأول من
صلاة الجمعة
أنتظرونا إن شاء الله تعالىالحلقة القادمة
لنستكمل الجزء الثانى بمشيئة الله تعالى
و لا تنسونا من صالح الدعوات
حــكــمــة الــيــوم
العاقل بما هو أبقى ، أفرح منه بما هو يفنى

|