أي : الإيمان بـأنَّ الله سبحانه و تعالى وحده الرب لا شريك له و لا معين .
و الرَّب : هو من له الخلق ، و الملك، و التدبير ،
فلا خالق إلا الله ، لا مالك إلا الله ، و لا مدبر للأمور إلا الله .
قال تعالى :
( أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ ) .
الأعراف ( 45 ) .
و قال تعالى :
( قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنْ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ
وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنْ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنْ الْحَيِّ
وَمَنْ يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ ) .
يونس ( 31 ) .
و قال تعالى :
( يُدَبِّرُ الأَمْرَ مِنْ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ ) .
السجدة ( 5 ) .
و قال تعالى :
( ذَلِكُمْ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ
وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ ) .
فاطر ( 13 ) .
و تأمل قول الله تعالى في سورة الفاتحة :
( مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ) .
و في قراءة متواترة ( مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ ) .
و إذا جمعت بين القرائتين ظهر معنى بديع ،
فالملك أبلغ من المالك في السطلة و السيطرة ،
لكن الملك أحياناً يكون ملكاً بالاسم فقط لا بالتصرف ،
أي أنه لا يملك شيئاً من الأمر، و حينئذٍ يكون ملكاً و لكنه غير مالك ،
فإذا اجتمع أن الله تعالى ملكٌ و مالكٌ تم بذلك الأمر ، بالملك و التدبير .