أي : بأنه الإله الحق لا شريك له ،
و ( الإله ) بمعنى ( المألوه ) ، أي : ( المعبود ) حباً و تعظيماً ،
و هذا هو معنى ( لا إله إلا الله ) أي : لا معبود حقّ إلا الله .
قال تعالى :
( وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ ) .
البقرة ( 163 ) .
و قال تعالى :
( شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُوْلُوا الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ
لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) .
آل عمران ( 18 ) .
و كل من اتخذ إلهاً مع الله يعبد من دونه فألوهيته باطلة ،
قال تعالى :
( ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ )
الحج ( 62 ) .
و تسميتها آلهة لا يعطيها حق الألوهية ،
قال الله تعالى في ( اللات والعزى ومناة ) :
( إِنْ هِيَ إِلاَّ أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ ) .
النجم (23 ) .
و قال تعالى عن يوسف عليه السلام أنه قال لصاحبي السجن :
( أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمْ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (39)
مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلاَّ أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا
أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ ) .
يوسف (40 ) .
فلا يستحق أحد أن يعبد ، و يفرد بالعبادة إلا الله عز و جل ،
لا يشاركه في هذا الحق أحد ، لا ملك مقرب و لا نبي مرسل ،
و لهذا كانت دعوة الرسل كلهم من أولهم إلى آخرهم هي الدعوة إلى قول
( لا إله إلا الله ) .
قال الله تعالى :
( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ ) .
الأنبياء ( 25 ) .
و قال جل من قائل سبحانه :
( وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنْ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ) .
النحل ( 36 ) .
و لكن أبى ذلك المشركون ، و اتخذوا من دون الله آلهة ،
يعبدونهم مع الله سبحانه و تعالى ، و يستنصرون بهم و يستغيثون .