من:إدارة بيت عطاء الخير
 حديث اليوم
حديث اليوم
( باب قول النبي صلى الله عليه وسلم 
إذا رأيتم الهلال فصوموا وإذا رأيتموه فأفطروا )
  
حدثنا عبد الله بن مسلمة حدثنا مالك عن نافع 
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما
 
( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر رمضان فقال لا تصوموا 
حتى تروا الهلال ولا تفطروا حتى تروه فإن غم عليكم فاقدروا له )
 
الشروح
 
 ( باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم - : إذا رأيتم الهلال فصوموا ) 
هذه الترجمة لفظ مسلم من رواية إبراهيم بن سعد عن ابن شهاب عن سعيد 
عن أبي هريرة ، وقد سبق للمصنف في أول الصيام من طريق ابن شهاب 
عن سالم عن أبيه بلفظ : " إذا رأيتموه " وذكر البخاري في الباب أحاديث 
تدل على نفي صوم يوم الشك رتبها ترتيبا حسنا : فصدرها بحديث عمار 
المصرح بعصيان من صامه ، ثم بحديث ابن عمر من وجهين ، أحدهما بلفظ 
: فإن غم عليكم فاقدروا له ، والآخر بلفظ : فأكملوا العدة ثلاثين وقصد بذلك 
بيان المراد من قوله : " فاقدروا له " ، ثم استظهر بحديث ابن عمر أيضا : 
الشهر هكذا وهكذا ، وحنس الإبهام في الثالثة ثم ذكر شاهدا من حديث 
أبي هريرة لحديث ابن عمر مصرحا بأن عدة الثلاثين المأمور بها تكون
من شعبان ، ثم ذكر شاهدا لحديث ابن عمر في كون الشهر تسعا وعشرين 
من حديث أم سلمة مصرحا فيه بأن الشهر تسع وعشرون ، ومن حديث أنس 
كذلك ، وسأتكلم عليها حديثا حديثا ، إن شاء الله تعالى . 
 
قوله : ( لا تصوموا حتى تروا الهلال )
 ظاهره إيجاب الصوم حين الرؤية متى وجدت ليلا أو نهارا لكنه محمول
 على صوم اليوم المستقبل ، وبعض العلماء فرق بين ما قبل الزوال أو بعد ، 
وخالف الشيعة الإجماع فأوجبوه مطلقا ، وهو ظاهر في النهي عن ابتداء 
صوم رمضان قبل رؤية الهلال ، فيدخل فيه صورة الغيم وغيرها ، ولو وقع 
الاقتصار على هذه الجملة لكفى ذلك لمن تمسك به ، لكن اللفظ الذي  
 رواه أكثر الرواة أوقع للمخالف شبهة ، وهو قوله : " فإن غم عليكم فاقدروا له " 
فاحتمل أن يكون المراد التفرقة بين حكم الصحو والغيم ، فيكون التعليق 
على الرؤية متعلقا بالصحو ، وأما الغيم فله حكم آخر . 
 
ويحتمل أن لا تفرقة ، ويكون الثاني مؤكدا للأول ، وإلى الأول ذهب أكثر 
الحنابلة ، وإلى الثاني ذهب الجمهور ، فقالوا : المراد بقوله : " فاقدروا له 
" أي : انظروا في أول الشهر ، واحسبوا تمام الثلاثين ، ويرجح هذا التأويل 
الروايات الأخر المصرحة بالمراد ، وهي ما تقدم من قوله : " فأكملوا العدة 
ثلاثين " ونحوها ، وأولى ما فسر الحديث بالحديث ، وقد وقع الاختلاف
 في حديث أبي هريرة في هذه الزيادة أيضا فرواها البخاري كما ترى بلفظ : 
" فأكملوا عدة شعبان ثلاثين " وهذا أصرح ما ورد في ذلك ، وقد قيل :
 إن آدم شيخه انفرد بذلك ، فإن أكثر الرواة عن شعبة قالوا فيه : فعدوا 
ثلاثين أشار إلى ذلك الإسماعيلي وهو عند مسلم وغيره . قال : فيجوز أن 
يكون آدم أورده على ما وقع عنده من تفسير الخبر . 
أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك 
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين