| 
			
			 
			
				06-20-2019, 10:19 AM
			
			
			
		 | 
	| 
		
			
			| Senior Member |  | 
					تاريخ التسجيل: May 2015 
						المشاركات: 62,963
					      |  | 
	
	| 
				 لو خشع قلب هذا لخشعت جوارحه 
 
			
			 من :الأخت /هند أدهم
 ايمانيات
 
 
 لو خشع قلب هذا لخشعت جوارحه
 
 إنها قسوة لم تأت من فراع , ولكن تأتي بظلم الإنسان نفسه ,
 
 عندما يستصغر المعصية فيتبعها بأخرى ويتمادى في التعدي على حدود الله –تعالى – حتى يغطي قلبه الران الذي ذكره الله في كتابه فقال
 
 " كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون " .
 
 فحينئذ لا تسمع لناصح ولا تتأثر بتذكرة من حولها ,
 
 وهذه مشكلة يجدها كثير من الدعاة عندما يقدم النصح والتذكرة للبعض ,
 
 فيطالب بفعل الصالحات وترك المنكرات فيجد التراخي وعدم الانقياد والاستسلام
 
 
 
 والسبب أنه لم يصلح الداخل حتى يصطلح الخارج والظاهر ,
 
 فكان ينبغي أولا اصلاح القلب وتنظيفه لأن صلاحه عائد على صلاح الظاهر .
 
 وقد وضح لنا النبي صلى الله عليه وسلم ذلك عندما قال
 
 " ألا وان في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله
 
 وإذا فسدت فسد الجسد كله , ألا وهي القلب " .
 
 فالخشوع محله القلب , فإذا خشع خشعت الجوارح لخشوعه ,
 
 وكما في الاثر " لو خشع قلب هذه لخشعت جوارحه " .
 
 وقد يشتكي البعض جرأتهم على حدود الله تعالى وإتباع جوارحه في تلك الجرأة ,
 
 فلا تتوقع أن يأتيك الخشوع بين يوم وليلة لكن الأمر يحتاج
 
 إلى تدريب مستمر حتى ينتقل القلب تدريجيا من القسوة إلى اللين .
 
 ومن الأمور التي تلين القلوب :
 
 1 أن يعرف العبد ربه , فقد يكون أعظم سببا للين القلوب أن يعرف العبد ربه بأسمائه
 
 وصفاته , يعرفه بتأملاته وتفكره , فما من شيء في هذا الكون إلا ويذكره به سبحانه , فما من عبد عرف الله تعالى إلا وجدته خاشع القلب , سباقا إلى الخير , مشمرا في الطاعات , متمتعا بفعلها , وما من عبد عرف ربه إلا وجدته أبعد ما يكون عن معصيته .
 
 
 
 2المحافظة على الصلوات في مواعيدها , فلا يأتي ظهر على عصر ولا مغرب على عشاء , فهي الصلة بينه وبين ربه , وهي المنهية عن الفحشاء والمنكر , وهي الدافعة إلى الصالحات
 
 
 
 3 ذكر الله تعالى دائما , فمن كان لاهيا عن ذكر الله تعالى طوال اليوم فمن الصعب أن ينتقل فجأة إلى الخشوع , فالذكر باب الخشوع , وهو المهيىء النفسي والقلبي له ,
 
 "قال رجل للحسن : يا أبا سعيد ,أشكو إليك قسوة قلبي , قال : أذبه بالذكر "
 
 
 
 4قراءة القرآن ايضا من المطهرات الآكدة للقلب العائدة أثرها على الجوارح لقوله تعالى
 
 " الله أنزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله , ذلك هدى الله يهدي به من يشاء ومن يضلل الله فما له من هاد "
 
 الزمر 23
 
 ولا شك أن صلاح القلب بقوة تقواه ,
 
 ولقد بين النبي صلى الله عليه وسلم فقال
 
 " التقوى ههنا وهو يشير إلى صدره وهو موضع القلب " رواه مسلم .
 ولنتأسى وننظر كيف كانت القلوب الفريدة ..
 
 ولما اشتكى النبي صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي مات فيه ,
 
 قال لأهل بيته أن يأمروا أبا بكر ليصلي بالناس ,
 
 فقالوا يا رسول الله إن أبا بكر رجل أسيف إذا قرأ القرآن بكى .
 
 فقد اختاره النبي صلى الله عليه وسلم للخلافة بعده لتلك الصفات الفريدة وحياة قلبه ورقته .
 
 فلنحاول أن نأخذ بزمام أنفسنا ونخلص قلوبنا من قسوتها ,
 
 تلك القسوة التي باعدت بين العباد وبين الانقياد والاستسلام لطاعة الله تعالى ,
 
 وباعدت بينهم وبين الخشوع لله سبحانه , والتي تنفر الأولاد من أبيهم ,
 
 والطالب من أستاذه , والعامل من رئيسه والصاحب من صاحبه ,,,
 
 
 
 
			
			
			
			
				  |