من:إدارة بيت عطاء الخير
درس اليوم
حكمُ الدعوة إلى الله
إنَّ الدعوة إلى الله واجبةٌ على كلِّ مسلم ومسلمة، فكلٌّ يدعو إلى الله تبارك
وتعالى على قَدْر عِلْمِه، ولا يحلُّ لمسلم أن يتقاعس عن الدعوة إلى الله.
فكل مَن آمن بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولًا،
وَجَبَت عليه الدعوة إلى الله؛ لأنه صار جنديًّا من جنود محمد
صلى الله عليه وسلم، يذبُّ عن دينه، ويدعو إلى شرعه،
وينافح عن أحكام ربِّه.
والدليل على فرضيَّة الدعوة على كلِّ أتباع محمد صلى الله عليه وسلم:
قوله تعالى: { قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ
أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ }
[يوسف: 108].
أي: قل يا محمد صلى الله عليه وسلم: هذه سبيلي، وطريقتي، ومنهاجي،
أنني أدعو إلى الله أنا وأتباعي، فلا نرى منكرًا فنسكت عنه، ولا نرى باطلًا
فنُقِره، ولا نرى حرمةً تنتهك فنتركها، بل ندعو الناس جميعًا إلى ترك
المعاصي، واجتناب القبائح، وفعل الفضائل، وترك الرذائل،
ولكن دعوتنا على بصيرة؛ أي: على علمٍ ونورٍ، بحكمةٍ ولينٍ، بحُب ولطفٍ.
ومن ذلك أيضًا:
أنَّ الله تبارك وتعالى قد أَمَرَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم بالدعوة إليه،
والأمرُ من الله للنبيِّ صلى الله عليه وسلم أمرٌ للأُمَّة كلِّها.
قال تعالى:
{ قُلْ إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ وَلَا أُشْرِكَ بِهِ إِلَيْهِ أَدْعُو وَإِلَيْهِ مَآبِ }
[الرعد: 36].
وقال تعالى:
{ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ
إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }
[النحل: 125].
أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين