من:إدارة بيت عطاء الخير
درس اليوم
إخلاص العبادة لله
إن الحمد لله نحمده، ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا
ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله،
صلى الله عليه وسلم، وبعدُ:
فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهَدْي هَدْي محمد
صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة،
وكل بدعة ضلالةٌ، وكل ضلالةٍ في النار.
اعلموا - عباد الله - أن وظيفةَ المسلم في هذه الحياة هي إخلاص العبادة لله
جل وعلا، قال سبحانه:
{ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ }
[الذاريات: 56]؛
فالواجبُ على كل مسلم أن يعرف أُسُسَ هذه الوظيفة
كي يؤديَها على أكمل وجه وأفضل أداء.
العبادةُ: هي ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال والاعتقادات.
ولكن كثيرًا من الناس قد يخطئون الطريق، فيصرفون بعض العبادات
لغير الله تعالى، فيقعون في الشِّرك وهم لا يعلمون.
فالنَّذْرُ: عبادةٌ يجب أن تكون لله وحده لا شريك له.
فلا يجوز أن تقول: نذرت للبدوي أو للدسوقي، ولا يجوز أن تقول: يا ربِّ،
نذرت للدسوقي خروفًا إن شفيتَ ولدي، فهذا كله باطلٌ لا يجوز.
والدعاء عبادةٌ، فلا يجوز أن تقول: (شي الله يا حسين)،
أو (يا رب، ببركة البدوي يسِّر أمري)؛ كل هذه ألفاظ شركيَّة،
يجب أن يجتنبها المسلم.
ولا يجوز أن تطوفَ بقبر البدوي أو الدسوقي أو غيرهما؛ لأنه
(لا طوافَ إلا بالكعبة)، والله تعالى يقول:
{ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ }
[الحج: 29].
فمِن تمام إخلاص العبادة: ألا تتوكَّل إلا على الله تعالى، ولا تنذر إلا لله تعالى،
ولا تستعين إلا بالله تعالى، ولا تخاف إلا من الله تعالى.
فإن قال قائلٌ: هؤلاء أناسٌ صالحون، فلماذا لا نتوسل بهم إلى الله؟
نقول: هؤلاء الموتى - حتى إن كانوا صالحين - فلأنفسِهم فقط، لا ينفعونك
بشيء، إنما الذي ينفعك إيمانك، تقواك، عملُك الصالح.
فإن قال قائلٌ: فهل يجوز أن نطلب منهم المدد، فنقول: (مدد يا جيلاني مثلًا)؟
الجواب: لا يجوز ذلك؛ لأن الذي يمدُّ العبادَ بالقوة والصحة والرزق وغير
ذلك، هو الله وحده؛ قال سبحانه:
{ كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا }
[الإسراء: 20]؛
فالمدد من عطاء ربِّك، وليس من عطاء غيره.
أيها المسلمون، تنبَّهوا لهذه الزلَّات التي تخدشُ نقاء العقيدة، وعلِّموها
أبناءكم وبناتكم، وزوجاتِكم وأمهاتكم؛ فهي منتشرةٌ في النساء أكثر.
أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين