الموضوع
:
أستوقفتني آية (78 الى 88 من سورة النمل
عرض مشاركة واحدة
#
1
01-13-2012, 07:39 AM
vip_vip
Moderator
تاريخ التسجيل: May 2010
الدولة: egypt
المشاركات: 5,722
أستوقفتني آية (78 الى 88 من سورة النمل
أستوقفتني آية (78 الى 88 من سورة النمل
{وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ
وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلا مَنْ شَاءَاللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ
(87)
وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ
صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ
بِمَا تَفْعَلُونَ (88)}
سورة النمل
واذكر -أيها الرسول- يوم يَنفخ الملَك في "القرن" ففزع مَن في السموات ومَن في الأرض
فزعًا شديدًا مِن هول النفخة, إلا مَنِ استثناه الله ممن أكرمه وحفظه من الفزع, وكل المخلوقات
يأتون إلى ربهم صاغرين مطيعين.
وترى الجبال تظنها واقفة مستقرة, وهي تسير سيرًا حثيثًا كسير السحاب الذي تسيِّره الرياح,
وهذا مِن صنع الله الذي أحسن كل شيء خلقه وأتقنه.
إن الله خبير بما يفعل عباده من خير وشر,
وسيجازيهم على ذلك.
-
وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً
أي واقفةً:
وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ تَسِيرُ سَيْرَ السَّحَابِ
هذا إذا نُفِخ في الصُّورِ. يريد: أنها تُجْمَعُ وتُسَيَّرُ، فهي لكثرتها كأنها جامدةٌ: وهي تَسيرُ. وقد بينا هذا
في كتاب "تأويل المشكل" .
آ:87 قوله
"ويوم":
الواو عاطفة،
"يوم":
اسم معطوف على
"يوم"
في الآية (83)، الجار "في الصور" نائب فاعل،
"إلا"
للاستثناء،
"مَنْ"
موصول مستثنى، والواو في
"وكل"
حالية، وجملة
"وكل أتوه"
حالية مِن "مَن في السماوات والأرض"، "داخرين" حال من الواو.
آ:88 جملة
"وترى"
معطوفة على جملة
يُنْفَخُ
، وجملة
"تحسبها"
حالية من فاعل
"ترى"،
جملة
"وهي تمر"
حالية من الضمير في
"جامدة"
،
"صُنْعَ"
: مفعول مطلق لفعل محذوف أي: صُنِعَتْ صُنْعَ، والجملة مستأنفة.
يخبر تعالى عن هول يوم نفخة الفَزَع في الصُّور، وهو كما جاء في الحديث: "قرن ينفخ فيه". وفي حديث(الصُّور) أن إسرافيل هو الذي ينفخ فيه بأمر الله تعالى، فينفخ فيه أولا نفخة الفزع ويطولها، وذلك في آخر عمر الدنيا، حين تقوم الساعة على شرار الناس من الأحياء، فيفزع مَنْ في السموات ومَنْ في الأرض
( إِلا مَنْ شَاءَ اللَّهُ )
، وهم الشهداء، فإنهم أحياء عند ربهم يرزقون.
قال الإمام مسلم بن الحجاج: حدثنا عُبَيد الله
بن مُعاذ العنبري، حدثنا أبي، حدثنا شعبة، عن النعمان بن سالم: سمعت يعقوب بن عاصم بن عُرْوَة بن مسعود الثقفي، سمعت عبد الله بن عمرو، رضي الله عنه، وجاءه رجل فقال: ما هذا الحديث الذي تَحدث أن الساعة تقوم إلى كذا وكذا؟ فقال: سبحان الله -أو: لا إله إلا الله -أو كلمة نحوهما -لقد هممت ألا أحدث أحدا شيئا أبدا، إنما قلت: إنكم سترون بعد قليل أمرًا عظيمًا يخرب البيت، ويكون ويكون. ثم قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( "يخرج الدجال في أمتي فيمكث أربعين -[لا أدري أربعين]
يومًا، أو أربعين شهرًا، أو أربعين عامًا -فيبعث الله عيسى بن مريم كأنه عروة بن مسعود، فيطلبه فيهلكه. ثم يمكث الناس سبع سنين، ليس بين اثنين عداوة، ثم يرسل الله ريحًا باردة من قبل الشام، فلا يبقى على وجه الأرض أحد في قلبه مثقال ذرة من خير أو إيمان إلا قبضته، حتى لو أن أحدهم دخل في كبد جبل لدخَلَتْه
عليه حتى تقبضه". قال: سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: "فيبقى شرار الناس في خفة الطير وأحلام السباع، لا يعرفون معروفا ولا ينكرون منكرًا، فيتمثل لهم الشيطان فيقول: ألا تستجيبون؟ فيقولون: فما تأمرنا؟ فيأمرهم بعبادة الأوثان، وهم في ذلك
دار رزقهم، حسنٌ عيشهم. ثم ينفخ في الصور فلا يسمعه أحد إلا أصغى ليتًا [ورفع ليتا]
. قال: "وأول مَنْ يسمعه رجل يَلُوط حوض إبله". قال: "فَيَصْعَقُ ويَصعقُ الناس، ثم يرسل الله -أو قال: ينـزل الله مطرًا كأنه الطَّل -أو قال: الظل -نعمان الشاك -فتنبت
منه أجساد الناس، ثم ينفَخُ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون. ثم يقال: يا أيها الناس، هلموا إلى ربكم، وقفوهم إنهم مسؤولون. ثم يقال: أخرجوا بعث النار. فيقال: من كم؟ فيقال: من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين". قال: "فذلك
يوم يجعل الولدان شيبا، وذلك يوم يكشف عن ساق"
. )
وقوله
: ثم ينفخ في الصور فلا يسمعه أحد إلا أصغى ليتا ورفع ليتا" الليت
: هو صفحة العنق، أي: أمال عنقه ليستمعه من السماء جيدًا.
فهذه نفخة الفزع. ثم بعد ذلك نفخة الصعق، وهو الموت. ثم بعد ذلك نفخة القيام لرب العالمين، وهو النشور من القبور لجميع الخلائق؛ ولهذا قال:
( وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ )
-قُرئ بالمد، وبغيره
على الفعل، وكلٌ بمعنى واحد -و
( دَاخِرِينَ ) أ
ي: صاغرين مطيعين، لا يتخلف أحد
< 6-217 >
عن أمره، كما قال تعالى:
{
يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ
}
[الإسراء: 52] ،
وقال
{
ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِنَ الأَرْضِ إِذَا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ
}
[الروم: 25].
وفي حديث الصور: أنه في النفخة الثالثة يأمر الله الأرواح، فتوضع في ثقب
في الصور، ثم ينفخ إسرافيل فيه بعدما تنبت
الأجساد في قبورها وأماكنها، فإذا نفخ في الصور طارت الأرواح، تتوهج أرواح المؤمنين نورًا، وأرواح الكافرين ظُلمة، فيقول الله، عز وجل: وعزتي وجلالي لترجعن كل روح
إلى جسدها. فتجيء الأرواح إلى أجسادها، فتدب فيها كما يَدب السم في اللديغ، ثم يقومون فينفضون التراب من قبورهم، قال الله تعالى:
{
يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الأَجْدَاثِ سِرَاعًا كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ }
[المعارج: 43].
وقوله:
( وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ )
أي: تراها كأنها ثابتة باقية على ما كانت عليه، وهي تمر مر السحاب، أي: تزول عن أماكنها،
كما قال تعالى:
{
يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْرًا
*
وَتَسِيرُ الْجِبَالُ سَيْرًا }
[الطور: 9 ، 10] ،
وقال :
{
وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنْسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا
*
فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا
*
لا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلا أَمْتًا }
[طه: 105، 107]،
وقال تعالى:
{
وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الأَرْضَ بَارِزَةً }
[الكهف: 47].
وقوله:
( صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ )
أي: يفعل ذلك بقدرته العظيمة الذي قد أتقن كل ما خلق، وأودع فيه
من الحكمة ما أودع،
( إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ )
أي: هو عليم بما يفعل عباده من خير وشر
فيجازيهم عليه.
vip_vip
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى vip_vip
زيارة موقع vip_vip المفضل
البحث عن المشاركات التي كتبها vip_vip