من:الأخت الزميلة / أمانى صلاح الدين
نفحة يوم الجمعة
يزيد القرآن من تفاصيل جلالة هذا المشهد،
فيخبرنا بأن كل كائن من هذه الكائنات له مسلك خاص في تسبيح الله،
يقول الله تعالى:
{ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ
وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ }
وربما ظن بعض الناس أن ( تسبيح الكائنات ) هو مجرد خبر مجازي،
وأنها لا تسبّح حقيقةً ! وهذا تصور مرجوح، فالصحيح أنه تسبيح حقيقي،
حتى إنه في بعض الأحوال كان أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم
يسمعون هذا التسبيح،
فقد روى البخاري في صحيحه عن عبد الله بن مسعود أنه قال:
[ ولقد كنا نسمع تسبيح الطعام وهو يؤكل ]
ومثل تسبيح الطعام هذا الذي كان يسمعه الصحابة هو حالة خاصة
في زمن خاص، أما تسبيح الكائنات في نظامها العام فقد أخبرنا الله
أنه بلغة خاصة كما قال سبحانه:
{ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ }
وقد أشار الإمام ابن تيمية إلى هذه الحالة الخاصة الاستثنائية
في فهم لغة المخلوقات فقال رحمه الله:
بل هو سبحانه يُنطِق الجماد بأصوات يفهمها من يفهمها من الآدميين،
كما قال عن داود - عليه السلام –
{ يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ }
وقال تعالى:
{ إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ }
والحصى قد سبح في كف النبي - صلى الله عليه وسلم -،
وقال ابن مسعود - رضي الله عنه: كنا نسمع تسبيح الطعام وهو يؤكل.
وكان أبو الدرداء وسلمان الفارسي يسمعان تسبيح القدر،
وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -:
( إني لأعلم حجراً بمكة كان يسلم علي قبل أن أبعث،
إني لأعرفه الآن وهذا باب واسع )