حديث اليوم
مع الشكر للأخ مالك المالكى
( ممَا جَاءَ فِي : إِحْصَاءِ هِلَالِ شَعْبَانَ لِرَمَضَانَ )
حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ حَجَّاجٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ أَبِي سَلَمَةَ رضى الله عنهم
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضى الله تعالى عنه أنه قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم :
( أَحْصُوا هِلَالَ شَعْبَانَ لِرَمَضَانَ )
قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ غَرِيبٌ لَا نَعْرِفُهُ مِثْلَ هَذَا إِلَّا مِنْ حَدِيثِ أَبِي مُعَاوِيَةَ
وَ الصَّحِيحُ مَا رُوِيَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ أَبِي سَلَمَةَ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضى الله عنه :
عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ و على آله و صحبه وَ سَلَّمَ أنه قَالَ :
( لَا تَقَدَّمُوا شَهْرَ رَمَضَانَ بِيَوْمٍ وَ لَا يَوْمَيْنِ )
وَ هَكَذَا رُوِيَ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ نَحْوَ حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو اللَّيْثِيِّ .
الشــــــــــروح :
قَوْلُهُ : ( حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ حَجَّاجٍ (
هُوَ صَاحِبُ الصَّحِيحِ . قَالَ الْعِرَاقِيُّ : لَمْ يَرْوِ الْمُصَنِّفُ فِي كِتَابِهِ شَيْئًا عَنْ مُسْلِمٍ صَاحِبِ الصَّحِيحِ
إِلَّا هَذَا الْحَدِيثَ وَ هُوَ مِنْ رِوَايَةِ الْأَقْرَانِ فَإِنَّهُمَا اشْتَرَكَا فِي كَثِيرٍ مِنْ شُيُوخِهِمَا ، انْتَهَى .
قَوْلُهُ : ( أَحْصُوا )
بِقَطْعِ الْهَمْزَةِ أَمْرٌ مِنَ الْإِحْصَاءِ وَ هُوَ فِي الْأَصْلِ الْعَدُّ بِالْحَصَى أَيْ عُدُّوا
( هِلَالَ شَعْبَانَ ) أَيْ أَيَّامَهُ
( لِرَمَضَانَ ) أَيْ لِأَجْلِ رَمَضَانَ أَوْ لِلْمُحَافَظَةِ عَلَى صَوْمِ رَمَضَانَ .
وَ قَالَ ابْنُ الْمَلَكِ : أَيْ لِتَعْلَمُوا دُخُولَ رَمَضَانَ .
قَالَ الطِّيبِيُّ : الْإِحْصَاءُ الْمُبَالَغَةُ فِي الْعَدِّ بِأَنْوَاعِ الْجُهْدِ ، وَ لِذَلِكَ كُنِّيَ بِهِ عَنِ الطَّاقَةِ
فِي قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَ السَّلَامُ :
( اسْتَقِيمُوا وَلَنْ تُحْصُوا ) ، انْتَهَى .
وَ قَالَ ابْنُ حَجَرٍ : أَيِ اجْتَهَدُوا فِي إِحْصَائِهِ وَ ضَبْطِهِ بِأَنْ تَتَحَرَّوْا مَطَالِعَهُ
وَ تَتَرَاءَوْا مَنَازِلَهُ لِأَجْلِ أَنْ تَكُونُوا عَلَى بَصِيرَةٍ فِي إِدْرَاكِ هِلَالِ رَمَضَانَ عَلَى حَقِيقَةٍ
حَتَّى لَا يَفُوتَكُمْ مِنْهُ شَيْءٌ ، كَذَا فِي الْمِرْقَاةِ . قَالَ السِّيُوطِيُّ فِي قُوتِ الْمُغْتَذِي :
هَذَا الْحَدِيثُ مُخْتَصَرٌ مِنْ حَدِيثٍ قَدْ رَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيُّ بِتَمَامِهِ فَزَادَ :
( وَ لَا تَخْلِطُوا بِرَمَضَانَ إِلَّا أَنْ يُوَافِقَ ذَلِكَ صِيَامًا مَا كَانَ يَصُومُهُ أَحَدُكُمْ ) ،
( وَ صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وَ أَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ ) ،
( فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَإِنَّهَا لَيْسَتْ تُغَمَّى عَلَيْكُمِ الْعِدَّةُ ( ، انْتَهَى .
قَوْلُهُ : ( لَا نَعْرِفُهُ مِثْلَ هَذَا )
أَيْ بِهَذَا اللَّفْظِ ( إِلَّا مِنْ حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ ) يَعْنِي أَنَّهُ قَدْ تَفَرَّدَ بِهَذَا اللَّفْظِ
( وَ الصَّحِيحُ مَا رُوِيَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ أَبِي سَلَمَةَ إلخ ) .
لِقَائِلٍ أَنْ يَقُولَ : إِنَّ حَدِيثَ أَبِي مُعَاوِيَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو بِلَفْظِ :
( أَحْصُوا هِلَالَ شَعْبَانَ لِرَمَضَانَ ( ، وَ مَا رُوِيَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو بِلَفْظِ) :
لَا تَقَدَّمُوا شَهْرَ رَمَضَانَ بِيَوْمٍ وَ لَا يَوْمَيْنِ ) ، حَدِيثَانِ يَدُلَّانِ عَلَى مَعْنَيَيْنِ ،
فَالْأَوَّلُ : يَدُلُّ عَلَى إِحْصَاءِ هِلَالِ شَعْبَانَ وَ التَّحَفُّظُ بِهِ ،
وَ قَدْ رَوَى أَبُو دَاوُدَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ -
يَتَحَفَّظُ مِنْ شَعْبَانَ مَا لَا يَتَحَفَّظُ مِنْ غَيْرِهِ . . . . الْحَدِيثً ،
وَ الْحَدِيثُ الْآخَرُ يَدُلُّ عَلَى النَّهْيِ عَنْ تَقَدُّمِ رَمَضَانَ بِيَوْمٍ أَوْ يَوْمَيْنِ ،
فَالظَّاهِرُ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَمْرٍو يَرْوِي هَذَيْنِ الْحَدِيثِينَ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
فَرَوَى عَنْهُ أَبُو مُعَاوِيَةَ الْحَدِيثَ الْأَوَّلَ وَ رَوَى عَنْهُ غَيْرُهُ الْحَدِيثَ الْآخَرَ ،
فَعَلَى هَذَا يَكُونُ الْحَدِيثَانِ صَحِيحَيْنِ فَتَفَكَّرْ ، وَ اَللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ .