عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 02-10-2012, 08:15 AM
vip_vip vip_vip غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: May 2010
الدولة: egypt
المشاركات: 5,722
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى vip_vip
افتراضي بين منثورات الحياة



الحياة في سعتها و بذخها و بهرجتها تطوّقنا بحدودها و تدعونا لأروقتها

فننكب عليها و نسعى للإحاطة بها رغم شتاتها و بعد محيطها

فما ندري أندركها مع علمنا أننا سنتركها

نمني النفس بطول الأجل و نهرع وراء الأمل و ننكب لأجلها بالعمل

فما نجنيه ينفذ و ما نملكه يزول و نحن في الأصل منها زائلون

و في حقيقتها هي تزول

{يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُواْ للّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ}

سورة إبراهيم


بين منثورات الحياة


سعادة قصيرة حصرية يعقبها أحزان مثقلة بالأسية

نغرق في الغموم و تكتسحنا الهموم و تنهشنا الكلوم

فلا سعادة فيها تدوم و لا الهناء فيها محتوم


بين منثورات الحياة


فقير ساخط مغموم و غني نهم مهموم

فلا الفقير فيها راض و لا الغنى فيها قانع

نسابق فيها الزمن و ما ندري أننا نفني فيه العمر بلا ثمن

انشغل الفكر فيها بالتخطيط فتخبطنا في ظلمة المحيط
فأقبلنا عليها بحواسنا و أدبرت عنا لتحوسنا


بين منثورات الحياة


النفوس ضائقة رغم رحابة المكان
و الحياة كئيبة رغم رفاهية الزمان

نعمنا بالفراغ فاحتال الإنسان و راغ

اهتممنا بغذاء البدن و طوينا غذاء الروح بالكفن
فأصبنا بالأمراض و كابرنا عن الذكر بالإعراض


بين منثورات الحياة


نتحسّر على الخسارة و يصيبنا منها المرارة فنراجع الحسابات
و نجهد الأبدان و نشغل الأذهان لتحسين الوضع لأحسن
مما كان فنحن فيها نتطلع للمعالي و جهلنا أن الثمن
غالي إن الحسرة الحقيقية أن تبيع الثمين بالرخيص


(ألا إن سلعة الله غالية ألا إن سلعة الله هي الجنة )


مقارنة


رغم فقر الصحابة و ضيق العيش بهم و ما عانوه من أقوامهم
و ما قاسوه من محن و شدائد عاشوا عيشة السعداء و ملكوا الدنيا

و رغم ما نعيش فيه من رفاهية العيش و رخاء الحال في
زماننا الحاضر و رغم إقبالنا على الدنيا و ملذاتها نعيش
عيشة مهمومة و ضيق و تعاسة فيا ترى ما السبب ؟


نحن في حقيقة الواقع نعلم السبب

إذا فلماذا العجب ؟
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

رد مع اقتباس