( فتح الباري بشرح صحيح البخاري )
قَوْله : ( مَنْ قَالَ لَا إِلَه إِلَّا اللَّه وَ فِي قَلْبه ) :
فِيهِ دَلِيل عَلَى اِشْتِرَاط النُّطْق بِالتَّوْحِيدِ .
أَوْ الْمُرَاد بِالْقَوْلِ هُنَا الْقَوْل النَّفْسِيّ .
فَالْمَعْنَى : مَنْ أَقَرَّ بِالتَّوْحِيدِ وَ صَدَقَ ، فَالْإِقْرَار لَا بُدّ مِنْهُ ، فَلِهَذَا أَعَادَهُ فِي كُلّ مَرَّة .
وَ التَّفَاوُت يَحْصُل فِي التَّصْدِيق عَلَى الْوَجْه الْمُتَقَدِّم .
فَإِنْ قِيلَ : فَكَيْف لَمْ يَذْكُر الرِّسَالَة ؟
فَالْجَوَاب :
أَنَّ الْمُرَاد الْمَجْمُوع ، وَ صَارَ الْجُزْء الْأَوَّل عَلَمًا عَلَيْهِ .
كَمَا تَقُول : قَرَأْت ( قُلْ هُوَ اللَّه أَحَد ) ، أَيْ : السُّورَة كُلّهَا .
قَوْله : ( بُرَّة ) : وَ هِيَ الْقَمْحَة .
* وَ مُقْتَضَاهُ أَنَّ وَزْن الْبُرَّة دُون وَزْن الشَّعِيرَة ،
لِأَنَّهُ قَدَّمَ الشَّعِيرَة وَ تَلَاهَا بِالْبُرَّةِ ثُمَّ الذَّرَّة ،
وَ كَذَلِكَ هُوَ فِي بَعْض الْبِلَاد .