أخلاقنا الإسلامية العظيمة
بسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله
أحمد الله و أستعينه و استغفره و ما توفيقى إلا بالله عليه توكلت و إليه أنيب .
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( الأناة من الله تعالى ، و العجلة من الشيطان )
و قالت لى جدتى رحمها الله :
" إمشى سنة و لا تخطى قنا "
و القنا هى قناة أو مجرى المياه بالغة العربية
" فى الـتأنى السلامة وفى العجلة الندامة "
فى ظلال القرآن عن الإنسان :
" فالعجلة في طبعه وتكوينه، وهو يمد ببصره دائمًا إلى ما وراء اللحظة الحاضرة
يريد ليتناوله بيده، ويريد ليحقق كل ما يخطر له بمجرد أن يخطر بباله،
ويريد أن يستحضر كل ما يوعد به ولو كان في ذلك ضرره وإيذاؤه "
إذن التأنى فى التأنى والأناة كل الخير وما نفعت العجلة أحداً أبداً وما ساهمت إلا فى كل ما يضر .
والتأنى خلق قويم ومطلوب فى شتى نواحى الحياة إلا فى بعض الأمور
التى أمرنا بالتعجيل بها كدفن الميت أو التعجيل بالفطر عند الصيام .....
فالتأنى سلوك العاقل ويجب أن يتحلى به الجميع على حد سواء .
وله اهمية كبيرة خاصة مع أولى الأمر وأصحاب القرار .
فعليه دور كبير فى التروى والتأنى وعدم الإستعجال فى إتخاذ قرار ما قد يكون مصيرياً
لشعب بكامله وأمة بأسرها .
وقد تجر العجلة إلى حرب دون سبب أو جريرة
وهذه الواقعة حدثت بالفعل فى عهد الرسول صلى الله عليه وسلم :
" عندما بعث النبي صلى الله عليه و سلم الوليد بن عقبة إلى قبيلة بني المصطلق
ليجمع منهم الزكاة وأموال الصدقات، فلما أبصروه قادمًا، أقبلوا نحوه لاستقباله؛
فظن الوليد أنهم أقبلوا نحوه ليقتلوه، وأنهم ارتدوا عن الإسلام.
ورجع إلى المدينة دون أن يتبين حقيقة الأمر،
وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك.
فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد -رضي الله عنه- ومعه جيش من المسلمين،
وأمرهم بالتأني، وألا يتسرعوا في قتال بني المصطلق حتى يتبينوا حقيقة الأمر،
فأرسل خالد إليهم بعض الرجال، ليعرف أحوالهم قبل أن يهاجمهم؛
فعاد الرجال، وهم يؤكدون أن بني المصطلق لا يزالون متمسكين بالإسلام وتعاليمه،
وقد سمعوهم يؤذنون للصلاة ويقيمونها،
فعاد خالد إلى النبي صلى الله عليه وسلم دون قتال،
ليخبره أن بني المصطلق ما يزالون على إسلامهم "
ويا ليت هذه القصة تدرس لكل حاكم أو رئيس أو ولى أمر
ليعتبر من رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم .
كما أن الدعاة والفقهاء الكرام يجب أن يتمتعوا بهذا الخلق القويم الكريم
قبل نشر الفتاوى خاصة التى تستدعى التأنى ولا يصح على الإطلاق أن تجرى الفتاوى
على الألسنة مجرى المياه فى النهر .
ومازلنا نشاهد ونسمع تضارب الفتاوى هنا وهناك وللأسف نشاهد بعد ذلك الإعتذارات
ويضطرب الناس من جراء العجلة وعدم التأنى فى البحث والدراسة قبل الإفتاء .
والتأنى فى العلاقات وخاصة فى العلاقات الزوجية له أثر كبير فى تماسك الأسر وصلابة المجتمع .
فلا يجلب تسرع الزوجة بطلب الطلاق إلا الخراب والدمار على العائلة بالكامل
ولو إستغفرت وهدأت وغيرت من وضعيتها
كما أمرها نبينا الكريم ما تعجلت وهدمت أسرة وقطعت أوصالها .
لا تتعجل فى إمتحانك أيها الطالب وتأنى فى الإجابة تنل النجاح والفلاح إن شاء الله .
لا تتعجل مرتاد الإنترنت فى إرسال رسالة قد تملأ سجلك بالسيئات كلما قرأها إنسان
واحرص على ان تكون رسالتك حسنات جارية لك ولغيرك .
لا تتعجل وأنت تقود سيارتك وتخسر ما لا يمكن تعويضه .
لا تتعجل لا تتعجل لا تتعجل
فقد يدرك المتأنى بعض حاجته ويكون مع المستعجل الزلل .
لا تعجلنّ فليس الرزق بالعجل الرزق في اللوح مكتوب مع الأجل
فلو صبرنا لكان الرزق يطلبنا لكنــــــه خُلق الإنسان من عــــجل
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا
أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ }
{ وَيَدْعُ الإِنسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الإِنسَانُ عَجُولاً }
( التؤدة ، والاقتصاد ، و السمت الحسن
جزء من أربعة و عشرين جزءا من النبوة )
الراوي : عبدالله بن سرجس رضى الله عنه
المصدر : صحيح الجامع الصفحة أو الرقم :3010
" من ركب الْعَجَلَ أدركه الزلل "
" لا تطلب سرعة العمل، واطلب تجويده، فإن الناس لا يسألون في كم فرغ،
وإنما ينظرون إلى إتقانه وجودته "
سيدنا على بن طالب رضى الله عنه
" لا يزال المرء يجتني من ثمرة العجلة الندامة ثم العجلة المذمومة
هي ما كان في غير طاعة ومع عدم التثبت وعدم خوف الفوت "
عمرو بن العاص رضى الله عنه
" ورد أن معاوية قال يوماً وعنده الأحنف :
فقال الأحنف : إلا في ثلاث تبادر بالعمل الصالح أجلك ،
وتعجل إخراج ميتك ، وتنكح كفء أيمك "
" إذا انحرفت عن خلق الأناة والرفق انحرفت إما إلى عجلة وطيش وعنف ،
وإما إلى تفريط وإضاعة ، والرفق والأناة بينهما "