أخلاقنا الإسلامية العظيمة
بسم الله و الصلاة و السلام على سيدنا رسول الله
أحمد الله و أستعينه و أستغفره و ما توفيقى إلا بالله عليه توكلت و إليه أنيب .
داويتُ قلبي بصبرٍ دونُه صبري فيه التجأتُ لربيّْ ماِلك الأمرِ
حتى وجدتُ نعيمًا لا مثيل له ماذقتُه خالصًا إلا مع الشكرِ
الدعاء و ما أدراكم ما الدعاء إنه كنز الفقير ، و سلاح الضعيف ، و ملجأ المضطر .
الدعاء لغة عجيبة سحرية عندما تمتزج بالإخلاص و الخشوع ,
يتحقق بها ما لا يخطر على بالك و لا تستطيع تخيله فى يوم من الأيام .
فكم من موقف مررت به و أنقطعت بك كل السبل فلجأت إلى الله رب الأرض و السموات
متضرعاَ وراجياً و متوسلاً إلا لبى لك النداء و أجاب لك الدعاء .
{ أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ }
و للدعاء قواعد و آداب يجب مراعاتها و الأخذ بها
كالإخلاص و حضور القلب و حمد الله والثناء عليه
و الصلاة على النبى صلى الله عليه و سلم و اليقين بالإجابة ... إلخ .
و يجب أن نتحرى أوقات الإجابة و عدم إغفال هذه الفرص و المنح الربانية .
و التأدب فى الدعاء أيضاً من الأمور الضرورية فمثلاً لا يصح أن يدعو اللص
و يسأل الله التوفيق و هو ذاهب إلى جريمته .
أو يدعو أحد لدوام قطيعة و خلافه لأن الله سبحانه و تعالى طيباً لا يقبل إلا طيبا
كما جاء فى الحديث النبوى الشريف :
( أيها الناس ! إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا )
و كيف يرفع آكل الحرام يديه إلى السماء ؟؟ و كيف ينتظر الإجابة ؟؟
كما جاء أيضاً فى الحديث النبوى الشريف :
( ........ ثم ذكر الرجل يطيل السفر . أشعث أغبر .
يمد يديه إلى السماء . يا رب ! يا رب !
و مطعمه حرام ، و مشربه حرام ، و ملبسه حرام ، و غذي بالحرام .
لذلك كان الإخلاص فى الدعاء من أسباب الأجابة إن لم يكن أهمها .
و عن تجارب شخصية عديدة تجردت فيها تماماً من الدنيا بمن فيها
و جعلت فى قلبى رب العباد لا غيره على الإطلاق و أسلمت روحى للخشوع و التضرع
و وجهت وجهى و قبله قلبى للذى فطرنى سبحانه .
فإذا بالأمنيات البعيدة تتحقق و الأحلام المستحيلة تصبح حقائق ملموسة بقدرة الله و حوله و قوته .
و ما أروع الدعاء فى جوف الليل حيث ينزل الله عز و جل إلى السماء الدنيا
فتصبح فى معيته يسمع دعوتك و يستجيب لها إن آجلاً أو عاجلاً .
{ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ
فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ }
إخوانى و أخواتى الكرام الدعاء هو سلاحك الذى لا تنفذ ذخيرته و لا يخطأ هدفه
مهما طال الوقت فلو ظلمك أحد أو استقوى عليك فقل :
{ حَسْبُنَا اللَّهُ وَ نِعْمَ الوَكِيلُ }
و إن أذنبت أو أخطأت فقل :
{ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا
وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى القَومِ الكَافِرِينَ }
{ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ }
و إذا تأخر وصول ذريتك فقل :
{ رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ }
لا تنسى سلاحك إحمله معك أينما كنت و وقتما تشاء فهو لا يحتاج إلى رخصة
و لا تمنعه سلطات و لن يستطيع أى شخص أن يسلبك إياه .
ما دعوة أنفع يا صاحبي من دعوة الغائب للغائب
ناشدتك الرحمن يا قارئاً أن تسأل الغفران للكاتب
أقوال فى الدعاء و التضرع :-
{ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ
إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ }
( أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد . فأكثروا الدعاء )
الراوي : أبو هريرة رضى الله تعالى عنه
المصدر : صحيح مسلم الصفحة أو الرقم : 482
" إن الله لا يقبل إلا الناخلة من الدعاء، إن الله تعالى لا يقبل من مسمِّع ،
و لا مراء، و لا لاعب، و لا لاه ، إلا من دعا ثبتَ القلب "
عبد الله بن مسعود رضى الله تعالى عنه
" إني لا أحمل همّ الإجابة و لكن همّ الدعاء ، فإذا ألهمت الدعاء فإن الإجابة معه "
عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه
" ادع الله في يوم سرائك، لعله يستجيب لك في يوم ضرائك "
أبو الدرداء رضى الله تعالى عنه
" يكفي من الدعاء مع البر ، كما يكفي الطعام من الملح "
أبو ذر الغفارى رضى الله تعالى عنه
" إذا دعوت فابدأ بنفسك ، فإنك لا تدري في أي دعاء يستجاب لك "
النخعي رضى الله تعالى عنه
" أفضل الدعاء الإلحاح على الله عز و جل و التضرع إليه "
أختكم فى الله
.