عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 04-07-2012, 09:10 PM
هيفولا هيفولا غير متواجد حالياً
Super Moderator
 
تاريخ التسجيل: May 2010
المشاركات: 7,422
افتراضي هل ذقتم طعمها؟؟؟؟




هل ذقتم طعمها؟


بِسْم الْلَّه الْرَّحْمَن الْرَّحِيْم
الْسَّلام عَلَيْكُم وَرَحْمَة الْلَّه وَبَرَكَاتُه
::

لِلْفِرَاش دِفْؤه بِالَتأَكَيد , لَكِن ثَمَّة مَاهُو أَكْثَر دِفْئا مِن
الْفِرَاش ..
إِنَّه الِدِفْء الْقَلْبِي الْنَّابِع مِن الْسَّمَاع ( الْوَاعِي ) .
أَو الْقِرَاءَة ( الْوَاعِيَة ) , لَآَيَات الْقُرْآَن الْكَرِيْم .

لَقَد كَان الْصَّحَابَة – رِضْوَان الّلَه عَلَيْهِم – يَجِدُوْن لُقْمَة
الْعَيْش بِمَشَقَّة بَالِغَة , لِذَا فَكُل حَيَاتِهِم - طَوَال الْنَّهَار -
عَمِل وَكَد , وَحِيْن يُسْدِل الْنَّهَار سِتَارَه , وَيُحِل الْعِشَاء ,
يَكُوْن الْتَّعَب قَد أَخَذ مِنْهُم كُل مَأَخَذ ,
لَكِنَّهُم لَا يُمْكِن أَن يُفَكِّرُوْا , بِالْقُرْب مِن فُرُشِهِم ,
مَع رَغْبَتِهِم الْشَّدِيْدَة فِي
ذَلِك , خَشْيَة أَن تَأْخُذَهُم غَفْوَة , فَتَفُوْتُهُم الصَّلَاة ,

لِذَا أَثْنَى الْلَّه عَلَيْهِم بِقَوْلِه :
( تَتَجَافَى جُنُوْبُهُم عَن الْمَضَاجِع خَوْفا
وَطَمَعا ) ..

ثُم حِيْن يَمْنَحُوْن أَجْسَادِهِم قَدْرا مِن الْرَّاحَة ,
يَسْتَيْقِظُوْن لِيَأْخُذُوَا نَصِيْبَهُم مِن صَلَاة الْلَّيْل , فَهِي تُمَثِّل
لَهُم ( شَحْنَا ) رَوَحَيّا , يَنْعَكِس قُوَّة جَسَدِيَّة ..

أَلَيْس الْمُصْطَفَى صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم – يَقُوْل

( يَقْعُد الْشَّيْطَان عَلَى قَافِيَة رَأْس أَحَدِكُم إِذَا هُو نَائِم , ثَلَاث عُقَد , يَضْرِب مَكَان
كُل عُقْدَة , عَلَيْك لَيْل طَوِيْل فَأَرْقُد , فَإِن اسْتَيْقَظ فَذَكَر الْلَّه
انْحَلَّت عُقْدَة , فَإِن تَوَضَّأ انْحَلَّت عُقْدَة , فَإِن صَلَّى انْحَلَّت
عُقْدَة , فَأَصْبَح نَشِيْطا طَيِّب الْنَّفْس , وَإِلّا أَصْبَح خَبِيْث
الْنَّفْس كَسْلَان ) .

لَقَد كَان قُدْوَتِهِم الْمُصْطَفَى – صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم , تُمَثِّل
الصَّلَاة لَه نَفْضَا لِكُل ( غُبَار ) الْتَّعَب , الْحِسِّي وَالْمَعْنَوِي
( كَان
إِذَا حَز بِه أَمْر فَزَع إِلَى الصَّلَاة ) . .
وَكَان يَقُوْل – حِيْن يَحْضُر
وَقْت الصَّلَاة – لِمُؤَذِّنِه
( يَابِلَال أَقِم الَّصَلَاة أُرِحْنْا بِهَا ) .

لَكِن هَذِه الْرَّاحَة لَا يُحِس بِهَا , إِلَا مَن ذَاق حَلَاوَة الصَّلَاة ,

وَأَوْلَى الْنَّاس بِأَن يَذُوْق حَلْاوَتُهَا أُوْلَئِك الَّذِيْن أَصْبَحَت
سَاعَاتِهِم الْبَيُوْلُوْجِيَّة تُنَبِّهُهُم لَهَا قَبْل أَن يَصْدَح الْمُؤَذِّن
بِالَآذَآن , ثُم هُم حِيْن يَسْمَعُوْن الْأَذَان لَا يَكُوْن لَهُم هُم سِوَى
الْأَشْتِغَال بِالصَّلَاة ,
يُسَارِعُوْن إِلَى الْوُضُوْء , وَيَسْتَشْعِرُون ,
أَثْنَاء وُضُوْئِهِم , كَيْف يُغَسَّل الْمَاء الْمُنْسَكِب عَلَى كُل عُضْو مِن
أَعْضَائِهِم , مَاعَلِق بِه مَن الْخَطَايَا ..

ثُم حِيْن يَدْخُل الْمُسْلِم
فِي صَلَاتِه وَّيُنَاجِي رَبَّه , تَرَى كَيْف سَيَخْرُج مِنْهَا .. لَقَد شُبِّه
الْمُصْطَفَى – صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم – الصَّلَاة بِالْنَّهْر , الَّذِي
يَسْتَحِم فِيْه الْمُسْلِم فِيْه الْمُسْلِم ,
كُل يَوْم خَمْس مَرَّات .. ثُم تَسَاءَل :
فَهَل تَرَوْن يَبْقَى مِن دَرَنِه شَيْء ؟ !

سَمِع عَامِر بْن عَبْدِاللّه الْمُؤَذِّن وَهُو يَجُوْد بِنَفْسِه ,

فَقَال خُذُوْا بِيَدِي فَقِيْل انَّك عَلِيّل , قَال : أَسْمَع دَاعِي الْلَّه فَلَا
أُجِيْبُه ؟ فَأَخَذُوا بِيَدِه فَدَخَل مَع الْإِمَام فِي الْمَغْرِب فَرَكَع
رَكْعَة ثُم مَات .

وَمَن ثُم فَلَا غَرُّوَا أَن يَكُوْن – ضِمْن الْسَّبْعَة الَّذِيْن يُظِلَّهُم
الْلَّه , فِي ظِل عَرْشِه يَوْم لَا ظِل إِلَّا ظِلُّه :
رَجُل قَلْبُه مُعَلَّق بِالْمَسَاجِد .


بِقَلَم : د . عَبْدُالْعَزِيْز الْمُقْبِل

رد مع اقتباس