عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 04-19-2012, 12:57 PM
vip_vip vip_vip غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: May 2010
الدولة: egypt
المشاركات: 5,722
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى vip_vip
افتراضي حديث اليوم 21.02.1433

حديث اليوم
مع الشكر للأخ مالك المالكى
( ممَا جَاءَ فِي : عَاشُورَاءُ أَيُّ يَوْمٍ هُوَ )

حَدَّثَنَا هَنَّادٌ وَ أَبُو كُرَيْبٍ قَالَا حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ حَاجِبِ بْنِ عُمَرَ

عَنْ الْحَكَمِ بْنِ الْأَعْرَجِ رضى الله عنهم قَالَ :

[ انْتَهَيْتُ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ وَ هُوَ مُتَوَسِّدٌ رِدَاءَهُ فِي زَمْزَمَ
فَقُلْتُ أَخْبِرْنِي عَنْ يَوْمِ عَاشُورَاءَ أَيُّ يَوْمٍ هُوَ أَصُومُهُ
قَالَ إِذَا رَأَيْتَ هِلَالَ الْمُحَرَّمِ فَاعْدُدْ ثُمَّ أَصْبِحْ مِنْ التَّاسِعِ صَائِمًا
قَالَ فَقُلْتُ أَهَكَذَا كَانَ يَصُومُهُ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ قَالَ نَعَمْ ]

الشـــــــروح

قَوْلُهُ : ( وَ هُوَ مُتَوَسِّدٌ رِدَاءَهُ فِي زَمْزَمَ (
وَ فِي رِوَايَةٍ لِمُسْلِمٍ : عِنْدَ زَمْزَمَ ) ثُمَّ أَصْبَحَ مِنْ يَوْمِ التَّاسِعِ صَائِمًا إلخ )
قَالَ النَّوَوِيُّ : هَذَا تَصْرِيحٌ مِنَ ابْنِ عَبَّاسٍ بِأَنَّهُ مَذْهَبُهُ أَنَّ عَاشُورَاءَ هُوَ الْيَوْمُ التَّاسِعُ مِنَ الْمُحَرَّمِ ،
وَ يَتَأَوَّلُهُ عَلَى أَنَّهُ مَأْخُوذٌ مِنْ إِظْمَاءِ الْإِبِلِ ، فَإِنَّ الْعَرَبَ تُسَمِّي الْيَوْمَ الْخَامِسَ مِنْ يَوْمِ الْوِرْدِ رَبْعَاءَ
وَ كَذَا بَاقِي الْأَيَّامِ عَلَى هَذِهِ النِّسْبَةِ فَيَكُونُ التَّاسِعُ عَشْرًا ،
وَ ذَهَبَ جَمَاهِيرُ الْعُلَمَاءِ مِنَ السَّلَفِ وَ الْخَلَفِ إِلَى أَنَّ الْعَاشُورَاءَ هُوَ الْيَوْمُ الْعَاشِرُ مِنَ الْمُحَرَّمِ ،
مِمَّنْ قَالَ ذَلِكَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ وَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ وَ مَالِكٌ وَ أَحْمَدُ وَ إِسْحَاقُ وَ خَلَائِقُ
وَ هَذَا ظَاهِرُ الْأَحَادِيثِ وَ مُقْتَضَى اللَّفْظِ . وَ أَمَّا تَقْدِيرُ أَخْذِهِ مِنَ الْإِظْمَاءِ فَبَعِيدٌ ،
ثُمَّ إِنَّ حَدِيثَ ابْنِ عَبَّاسٍ الثَّانِي يَرُدُّ عَلَيْهِ ؛
لِأَنَّهُ قَالَ : إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ كَانَ يَصُومُ عَاشُورَاءَ ،
فَذَكَرُوا أَنَّ الْيَهُودَ وَ النَّصَارَى تَصُومُهُ فَقَالَ إِنَّهُ فِي الْعَامِ الْمُقْبِلِ يَصُومُ التَّاسِعَ ،
وَ هَذَا تَصْرِيحٌ بِأَنَّ الَّذِي كَانَ يَصُومُهُ لَيْسَ هُوَ التَّاسِعَ فَتَعَيَّنَ كَوْنُهُ الْعَاشِرَ ، انْتَهَى .
قُلْتُ : و قَدْ تَأَوَّلَ قَوْلَ ابْنِ عَبَّاسٍ هَذَا الزَّيْنُ بْنُ الْمُنِيرِ بِأَنَّ مَعْنَاهُ

أَنَّهُ يَنْوِي الصِّيَامَ فِي اللَّيْلَةِ الْمُتَعَقِّبَةِ لِلتَّاسِعِ ،
وَ قَوَّاهُ الْحَافِظُ بِحَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ قَالَ

( إِذَا كَانَ الْمُقْبِلُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ صُمْنَا التَّاسِعَ )

فَلَمْ يَأْتِ الْعَامُ الْمُقْبِلُ حَتَّى تُوُفِّيَ قَالَ : فَإِنَّهُ ظَاهِرٌ فِي أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ
كَانَ يَصُومُ الْعَاشِرَ وَ هَمَّ بِصَوْمِ التَّاسِعِ فَمَاتَ قَبْلَ ذَلِكَ ، انْتَهَى .
وَ قَالَ الشَّوْكَانِيُّ : الْأَوْلَى أَنْ يُقَالَ إِنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ أَرْشَدَ السَّائِلَ لَهُ إِلَى الْيَوْمِ الَّذِي يُصَامُ فِيهِ

وَ هُوَ التَّاسِعُ لَمْ يُجِبْ عَلَيْهِ بِتَعْيِينِ يَوْمِ عَاشُورَاءَ أَنَّهُ الْيَوْمُ الْعَاشِرُ ؛ لِأَنَّ ذَلِكَ مِمَّا لَا يُسْأَلُ عَنْهُ
وَ لَا يَتَعَلَّقُ بِالسُّؤَالِ عَنْهُ فَائِدَةٌ ، فَابْنُ عَبَّاسٍ لَمَّا فَهِمَ مِنَ السَّائِلِ أَنَّ مَقْصُودَهُ تَعْيِينُ
الْيَوْمِ الَّذِي يُصَامُ فِيهِ أَجَابَ عَلَيْهِ بِأَنَّهُ التَّاسِعُ ،
وَ قَوْلُهُ نَعَمْ بَعْدَ قَوْلِ السَّائِلِ : أَهَكَذَا كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ يَصُومُ ؟
بِمَعْنَى نَعَمْ هَكَذَا كَانَ يَصُومُ لَوْ بَقِيَ ؛ لِأَنَّهُ قَدْ أَخْبَرَنَا بِذَلِكَ وَ لَا بُدَّ مِنْ هَذَا ؛
لِأَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ مَاتَ قَبْلَ صَوْمِ التَّاسِعِ . وَ تَأْوِيلُ ابْنِ الْمُنِيرِ فِي غَايَةِ الْبُعْدِ ؛
لِأَنَّ قَوْلَهُ وَ أَصْبَحَ يَوْمَ التَّاسِعِ صَائِمًا لَا يَحْتَمِلُهُ ، انْتَهَى كَلَامُ الشَّوْكَانِيِّ .
قُلْتُ : وَ تَأْوِيلُ الشَّوْكَانِيِّ أَيْضًا بَعِيدٌ فَتَفَكَّرْ .

رد مع اقتباس