عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 04-29-2012, 06:45 PM
هيفولا هيفولا غير متواجد حالياً
Super Moderator
 
تاريخ التسجيل: May 2010
المشاركات: 7,422
افتراضي عواصف الحياة ..أمواجها ..قطارها..

أمواج الحياة ..عواصفها ..قطارها..


في مواسم العمر وعلى جنبات قطار الحياة
تتلاعب بنا عواصف لتحرك أغصاننا

وترمينا أمواج لنجد أنفسنا بين حبات الرمل
فمن الأغصان ما يصمد ومنها ما يتمايل يمنة ويسرى
ومنها ما ينكسر ويسقط
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

تهدأ عواصفنا تارة وتهيج تارة أخرى
لتختبر صمود الصامدين الثابتين لتحاول ضمهم
لمن تكسرت أغصانهم وتساقطت أوراقهم
حتى تعروا وصاروا فرجة للمارين على دروب الحياة

فنصمد أيضا كي لا تشمت بنا الغصون المنكسرة
وكذا المارين على دروب الحياة


وحتى لا نكون حزمة حطب صارت وقودا
لنيران مستعرة تتدفأ بها بعض المشاعر الحاقدة


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

تهدأ عواصف الحياة حينا لتترك الدور المتبقي لأمواج الحياة
فتداعبنا مسلية لنا
فنشتم عبق بحرها فنأنس وتنشرح النفس ونتفاءل
ونقول لقد زال زمن العواصف العاتية
التي حاولت عبثا كسر أغصاننا
لتجردنا من أوراقنا البهية النضرة وتشمت بنا أعدائنا

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ها هي الأمواج الهادئة الحانية تحضننا
تمنينا لنسكن إليها ونطمئن

اقتربنا منها واقتربت منا
كعزيز يسارع لمعانقة عزيز عاد من سفر بعيد


جلسنا سويا نتبادل الحديث وتكلمنا عن مشوار الحياة
وما فعلته بنا العواصف العاتية
التي كانت تعترضنا أثناء كل مشوار من مشاوير الحياة
فقلنا للأمواج عسى أن لا تفعلي ما فعلت صاحبتك المرافقة لك


اهتزت بسخرية قائلة : كلا بل سأدغدغ مشاعركم

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
جلسنا نتأمل بحر الحياة ونحن في مأمن
شرد ذهننا في هموم هذا البحر الذي لا ساحل له
فغصنا في التفكير وما يخبأه لنا هذا البحر من مسرات ومنغصات


استرسلنا في التفكير والتصور

فجأة تلعب الأمواج لعبة الاختفاء
لتصفعنا تارة على القفا وتارة أخرى على الوجه
لنصاب بالدوار بعدها بالإغماء
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


سقطنا مغشيا علينا من هول المصاب
وما كنا نظن أن الأمواج تغدر بنا بعدما شعرنا بالأمن معها

تصفعنا مرة أخرى لنستفيق من هولنا
استحيت الأمواج وولت للخلف هاربة
اشتد وجهها زرقة

وقلنا لها أو تستحي وأنت تخبئين في جوفك
مواجع وفواجع وحكايات وأسرار لمن مروا عبر بوابة الزمن
وكم ابتعلت في جوفك من أناس وأجناس؟


لا نلومك بل نلوم أنفسنا حين ضيعنا أنفسنا فيك وبينك
ونسينا وتناسينا أن الموج يستحيل أن يهدأ

خرجنا من على شاطئ هذا الموج
ونحن مبللين بماء الهموم والمتاعب

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
زادت حبات الرمل من تعبنا حين غاصت أقدامنا المبللة فيها
استعجلنا رؤية شاطئ الآمان كنا نلمحه من بعيد
كطيف يترائي ثم يتلاشى

أسرعنا الخطى المثقلة أصبنا بظمأ جفت له حلوقنا
كنا نبحث عن قطرة ماء وسط كومة من الرمال

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

تناسينا الظمأ وواصلنا المسير علنا ننجو بجلدنا
قبل ما يعترضنا عارض آخر

وبأعجوبة وجدنا أنفسنا على ساحل البحر
ودعنا العاصفة والموج متجهين صوب طريق آخر
لا نعرفه ولا نعرف ما يخبأه لنا مشينا ومشينا
حتى وجدنا أنفسنا في محطة أمامها جمع غفير من الناس
كلهم ينتظرون وصول قطار الحياة
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

استرحنا على كرسي المحطة لنستجمع قوانا
ونواصل المسير حيث هدفنا المنشود

غفونا قليلا حتى ذبلت أطرافنا
وكأننا دمى تتلاعب بها الأيادي

بعدها استفقنا على صفير قوي لقطار الحياة
معلنا قدومه نحو المحطة

أسرع القوم ليحصل كل على مقعد في قطار الحياة


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ركبنا كما ركب القوم وكل يتطلع لوجه الآخر
صرنا نقرأ الوجوه فوجدنا وجوه بشر
لكن ملامحها ملامح لفصول أربع
منها ملامح للخريف وأخرى للشتاء
وأخرى للربيع وأخرى لصيف

فصرنا نقيس الفصول على وجوهنا
فما وجدنا لوجوهنا فصل

قلنا لا علينا فالأيام ستكشف لنا
عن أي فصل تتسم به وجوهنا

حين تهدأ عواصفنا وأمواجنا المتلاطمة
وحين يصل قطار الحياة لمحطة الوصول

فلا داعي لننقب عما يخفيه الغد لنا




نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

رغم ما لاقينا ونلاقي من عثرات على درب الحياة
فلنتفاءل ولنستبشر بالغد خيرا فلا نعاتب الرياح ولا الأمواج
ولا الفصول ولا ننزعج من صفير القطار
بل نواصل المسير حتى نلج دارنا المنتظرة
والتي ستكون حسب مقاسنا وأعمالنا



راق لي كثيرا
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


رد مع اقتباس