الموضوع
:
بين "لو" التي تفتح عمل الشيطان
عرض مشاركة واحدة
#
1
05-01-2012, 08:07 PM
vip_vip
Moderator
تاريخ التسجيل: May 2010
الدولة: egypt
المشاركات: 5,722
بين "لو" التي تفتح عمل الشيطان
بين "لو" التي تفتح عمل الشيطان
و التوبة التي تفتح أبواب الرحمات...
إن النظر إلى الوراء يجعلنا نتعلم الكثير...
ومن الناس الذين مروا بحياتنا
...
نتعلم من صوابهم و من خطأهم...
نسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتهم...
فكل بني آدم
خطاء و خير الخطائين التوابيين...
ونسأله جل شانه و تبارك اسمه أن يردنا جميعا إلى
دينه مردا جميلا...
و يحسن عاقبتنا في الأمور كلها و يجرنا من خزي الدنيا و عذاب
الآخرة
...
نعم...إن الناس الذين مروا في حياتي كانوا جزاء كبيرا من
حياتي
...
فالإنسان عقيدة و عبادة و تعاملات
...
علم و
عمل و تفاعل ومراجعات
...
نعم فمن خلال التفكّر في هذا التفاعل تعلمت
الكثير....
ومن أكثر الناس التي تعلمت منهم...هم الأشخاص الواثقين
...
نعم تعلمت
منهم فهم أقرب الناس إلي...تعلمت من حسناتهم و أخطائهم...
تعلمت منهم كيف احدد
معاني الثقة وكيف أعطيها؟
وهل هناك شخص يستحق كل الثقة؟..بطبع لا...
بل من هم
حقا أهل الثقة، ولو لجزء منها، و لماذا هم أهل لها؟..
أما كيف فلم أتعلمها
منهم...تعلمتها من ديني...
ومن سنة رسولي -صلى الله عليه و سلم....
ولكن تعلمت كيف
اعلم من هو أهل لها في موضع دون موضع؟
ومن فيهم أقرب للصواب من غيره؟
ومن فيهم
لا يطاق و لا يطيق؟
ومن فيهم يطيق و لا يطاق ..ومن؟
...
بل تعلمت
لماذا؟
نعم تعلمت من الأناس الواثقين شيئا مهما جدا في
حياتي
...
تعلمت أن الثقة في النفس
ليست هي معيار الجودة و
النجاح الحقيقي،
إنما استكمال شروطها من عدالة و
ضبط
...
فإن لم تكن هذه الثقة مبنية على قواعدها، كانت وهما...
بل كانت
أكثر من ذلك...
كانت احيانا وبالا على صاحبها ومن حوله
!!!!
كما تعلمت أن
الثقة في زماننا ليست فقط الناس العدول!!!....
إنما هو العدل الضابط الذي يستطيع
فهم
و تطبيق ما ينقل إليه على أرض واقع...
فيعرف المقاصد و العلل...و يعرف الحدود و
الواجبات،
و يفرق بين المستحب و المكروه
...
فليس الضبط هنا ضبط ناقل إنما الضبط هنا ضبط حاكم
متفاعل
...
...
بل إن الثقة
في أمر ما أو الثقة في تطبيقه
يتطلب القدرة على التحقق من صحة هذا الأمر
المنقول،
كما يتطلب ذلك التحقق من فقه المنقول فهما و
تطبيقا
...!
...
وتظل الثقة نسبية في نطاق البشر
...
وخصوصا في زمان
تموج فيه الفتن
....
.
كما تعلمت أن الثقة إن
لم يعامل الناس برحمة لن يثق به أحد...
بل سينفر منه الناس وخصوصا
ضعفاء النفوس و
العقول لو ظهرت عليهم ثقة...
ولكنهم الذي يحسدون الناس على ما آتاهم الله من
فضله...
وهم أحوج الناس للقيادة
...
بل قد لا يكونوا أحيانا بهذا
الضعف
...
ولكن يكون هو بقلة رحمتهم أعان الشيطان عليهم فأضعفهم...
و
أحيانا فأهلكهم
...
كما تعلمت أنه هناك أناس بعدين كل البعد عن الثقة...
يثق
الناس بهم لزخرفة كلامهم...ونفاقهم...ولو ظهرت عليهم
ثقة...فليسوا بثقة
أبدا
!!
..
كم سمعت من كلام يقال من رجل كان عندي ثقة...
فغلب
عليه قلة ضبطه و فقهه أو ضعف نفسه أو قصر رؤيته و تشوشها ...
ومن هنا تعلمت أن لا
أثق بسرعة...و لا احمّل أناس ثقة أكبر من قدرهم،
فأصيب بالإحباط من أفعالهم.... و
لا احزن إذا خرقوا ثقة ...
بل لم يدركوا مدى ثقتي فيهم... فكلنا نتعلم....
أما محقا
أو تمحيصا...و الطيور على أشكالها تقع
...
فا للهم لك الحمد و منك الفرج و إليك
المشتكي
و بك المستعان و لا حول و لا قوة إلا بالله
...
.
وكم سمعت كلام من
رجال كانوا ثقة... ولكنهم لم يسمع لهم أحد،
فتاه الناس عنهم و تاهوا هم عن الناس
...
ولقد زاد عدد هذا الصنف من الناس كلما تطاول الزمان...
فكانوا هم الغرباء...لتسلط
الشيطان عليهم ممن حولهم
و ندرة الصادقين أو ضعفهم... بل و من
انفسهم
...
.
نعم أهلكهم إلا من رحم ربي...
ولكن من الذي
أهلكهم الثقة أم الواثق أم كلاهما أم من نزغ
بينهم..
ثم كيف تعلمت كل هذا؟
تعلمته من
النظر إلى الوراء... النظر إلى الاخطاء لا بثقافة
"
لو أني فعلت كذا و كذا لكان
كذا
"
..."
فكذا" دائما حاصلة، فالقدر حكمة الله و عدله و رحمته
لمن ابتغى و تمسك
بهذه الرحمة....
النظر إلى الوراء و إلى الأخطاء الذي يقع فيها الناس و تتكرر
منهم...
وكأنهم لا يريدون أن يتعلمون من أخطاءهم
و رجمات الشيطانية التي تلقونها و
ألقونها
....
نعم النظر إلى الوراء و لكن ليس بثقافة الشيطان،
و ثقافة
"
اللوامين"....ولكن بثقافة
"
قد كان كذا و كذا لأتعلم
كذا
"...
بثقافة
...
"
رب اغفر لي و
لأخوتي و ادخلنا في رحمتك و أنت خير الراحمين
"....
نعم بثقافة و
نور
:
"
قدر الله و ماشاء
فعل
"...
فالخير بيده سبحانه يقدّر لحكمه و عدل و رحمة
...
و شر
كان من نفسي... فلا يضرني ما كان من غيري....
وإن تصبروا و تتقوا لا يضركم كيدهم
شيئا...
إن الله بما يعملون محيط
...
عن ابن عمر ، عن :
(النبي صلى الله
عليه وسلم قال ك قال
:
(كيف أنت يا عبد الله ابن عمر إذا بقيت
في حثالة من الناس
قد مرجت عهودهم وأماناتهم ،
واختلفوا وصاروا هكذا ؟ - وشبك بين
أصابعه
-
،
قال: فكيف يا رسول الله ؟
قال
:
تأخذ ما تعرف ، وتدع ما تنكر ،
وتقبل على خاصتك ، وتدع
عوامهم
.).
وفي رواية عنه صلى الله عليه و سلم
:
(يوشك أن
يغربل الناس غربلة
وتبقى حثالة
من الناس
قد مرجت عهودهم وأماناتهم وكانوا هكذا
وشبك بين أصابعه
قالوا
فكيف نصنع يا رسول الله إذا كان ذلك
قال
تأخذون ما تعرفون
وتذرون ما تنكرون
وتقبلون على خاصتكم وتدعون عامتكم)
الراوي: عبدالله بن
عمرو بن العاص -
خلاصة الدرجة: إسناده صحيح - المحدث: أحمد شاكر -
المصدر: مسند
أحمد –
الصفحة أو الرقم:
12
/
20
والله أعلم
vip_vip
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى vip_vip
زيارة موقع vip_vip المفضل
البحث عن المشاركات التي كتبها vip_vip