" قمّة التوكّـل "
عَنْ حُمَيْدٍ بْنَ هِلَالٍ رضى الله تعالى عنه ،
قَالَ :
[ كَانَ رَجُلٌ مِنَ الطُّفَاوَةِ طَرِيقُهُ عَلَيْنَا ، فَأَتَى عَلَى الْحَيِّ ، فَحَدَّثَهُمْ ،
قَالَ : قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فِي عِيرٍ لَنَا ، فَبِعْنَا بِيَاعَتَنَا ،
ثُمَّ قُلْتُ : لَأَنْطَلِقَنَّ إِلَى هَذَا الرَّجُلِ فَلَآتِيَنَّ مَنْ بَعْدِي بِخَبَرِهِ ،
قَالَ : فَانْتَهَيْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ ،
فَإِذَا هُوَ يُرِينِي بَيْتًا ،
قَالَ :
( إِنَّ امْرَأَةً كَانَتْ فِيهِ فَخَرَجَتْ فِي سَرِيَّةٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، وَ تَرَكَتْ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ عَنْزًا لَهَا ،
وَ صِيصِيَتَهَا كَانَتْ تَنْسِجُ بِهَا )
و قَالَ :
( فَفَقَدَتْ عَنْزًا مِنْ غَنَمِهَا ، وَ صِيصِيَتَهَا ،
فَقَالَتْ : يَا رَبِّ إِنَّكَ قَدْ ضَمِنْتَ لِمَنْ خَرَجَ فِي سَبِيلِكَ أَنْ تَحْفَظَ عَلَيْهِ ،
وَ إِنِّي قَدْ فَقَدْتُ عَنْزًا مِنْ غَنَمِي ، وَ صِيصِيَتِي ، وَ إِنِّي أَنْشُدُكَ عَنْزِي ، وَ صِيصِيَتِي ) ،
قَالَ : فَجَعَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ يَذْكُرُ شِدَّةَ مُنَاشَدَتِهَا لِرَبِّهَا تَبَارَكَ وَ تَعَالَى ،
قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ :
( فَأَصْبَحَتْ عَنْزُهَا وَ مِثْلُهَا ، وَ صِيصِيَتُهَا وَ مِثْلُهَا ،
وَ هَاتِيكَ فَأْتِهَا فَاسْأَلْهَا إِنْ شِئْتَ ) ،
قَالَ : قُلْتُ: بَلْ أُصَدِّقُكَ ]
رواه أحمد 19743
و هذا الحديث تفرد به الإمام أحمد
ذكره الهيثمي في " المجمع " 5/277 ،
و قال : رواه أحمد و رجاله رجال الصحيح .
صيصيتها " : ضُبط بكسر صادين ،
و هي الصِّنارة التي يُغزلُ بها و ينسج .
قال ابن رجب معلقاً : فمتى كان العبد مشتغلاً بطاعة الله ،
فإنَّ الله يحفظه في تلك الحال فمن حفظ الله حَفِظَهُ الله من كُلِّ أذى .
قال بعضُ السَّلف : من اتقى الله ، فقد حَفِظَ نفسه ،
و من ضيَّع تقواه ، فقد ضيَّع نفسه ، والله الغنىُّ عنه .
جامع العلوم و الحكم 10/20