عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 09-12-2021, 06:37 PM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 61,441
افتراضي تأمل تلك الآيات

من الأخ / سميريعقوب


تأمل تلك الآيات


َمَّا جَاءَ الإِسْلَامُ مَا ازْدَادَتْ هَذِهِ النِّعْمَةُ إِلَا ظُهُورًا

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:
{ إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ (96)
فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ
مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ }

تأمل تلك الآيات البينات التي جعلها الله تعالى للبيت الحرام!

مِنْهَا: مَقَامَ إِبْرَاهِيمَ، وَهُوَ الْحَجَرُ الَّذِي قَامَ عَلَيْهِ إِبْرَاهِيمُ حِينَ ارتفعَ البناءُ،
فظهرَ أثرُ قَدَمَيْهِ فِي الْمَقَامِ.

ومنها الأَمْنُ على النَّفسِ والعِرضِ والدِّينِ؛ فَمِنَ الآيَاتِ البَيِّنَاتِ لبَيْتِ اللهِ
الحرامِ أَمْنُ دَاخِلِهِ، فكَانَ الْخَائِفُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ إِذَا دَخَلَ حَرَمَ مَكَّةَ أَمِنَ مِنْ
كُلِّ سُوءٍ، فَيَلْقَاهُ أَوْلياءُ الْمَقْتُولِ فَلَا يُهَيِّجْهُ أحدٌ منهم حَتَّى يَخْرُجَ مِنَ الحَرمِ.

وتأملْ تلك الآيةَ الباهرةَ العجيبةَ، وكيف ارعوى أقوامٌ عن الثأرِ في حَرَمِ
مَكَّةَ، وكيف أخذ اللَّهُ تَعَالَى بمجامعِ قُلُوبِهم، مَعَ مَا كانوا يتصفون به
من العدوانِ ويتفاخرون به من القتلِ والسلبِ!

وَقد امتنَ اللَّهُ تَعَالَى على أهلِ مكةَ بأنَّهُ آمَنَهُمْ مِنْ الخَوْفِ، وَيُتَخَطَّفُ
النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ؛ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:
{ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ }

وَقَالَ تَعَالَى:
{ فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ }

فَلمَّا جَاءَ الإِسْلَامُ مَا ازْدَادَتْ هَذِهِ النِّعْمَةُ إِلَا ظُهُورًا، وَمَا ازْادَادَ الأمنُ بِمَكَّةَ
إِلَا رُسُوخًا؛ وَمن أكبرِ مظاهرِ الأَمِنِ بِمَكَّةَ، ومن أعظمِ أسبابهِ تحريمُ حَمْلَ
السِّلاحِ بها؛ فَعَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمُ يقولُ:
"لَا يَحِلُّ لأحَدِكُمْ أنْ يَحْمِلَ بِمَكَّةَ السِّلاحَ".




رد مع اقتباس