من:إدارة بيت عطاء الخير
حديث اليوم
باب المجاهدة (15)
عن أبي مسعود عقبة بن عمرو الأنصاري البدري - رضي الله عنه - قال:
لما نزلت آية الصدقة كنا نحامل على ظهورنا، فجاء رجل فتصدق بشيء
كثير، فقالوا: مراء، وجاء رجل آخر فتصدق بصاع، فقالوا:
إن الله لغني عن صاع هذا! فنزلت:
{ الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ
وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ ۙ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ
وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [التوبة (79) ] . متفق عليه.
الشرح:
و «نحامل» بضم النون وبالحاء المهملة: أي يحمل أحدنا على ظهره
بالأجرة ويتصدق بها. قوله: (لما نزلت آية الصدقة) قال الحافظ: كأنه
يشير إلى قوله تعالى:
{ خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا }
الآية [التوبة (103) ] .
قوله: «وجاء رجل فتصدق بصاع» ، وكان تحصيله له بأن أجر نفسه
على النزع من البئر بصاعين من تمر، فذهب بصاع لأهله وتصدق
بالآخر. وفي هذا: أن العبد يتقرب إلى الله بجهده وطاقته،
وحسب قدرته واستطاعته.
أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين