قال الله تعالى في كتابه الكريم:
( وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ ) .
البقرة (43)
-----------------------
( وجـه الاسـتـدلال )
أنه سبحانه أمرهم بالركوع و هو الصلاة ،
و عبر عنها بالركوع لأنه من أركانها ،
و الصلاة يعبر عنها بأركانها و واجباتها
كما سماها الله سجوداً و قرآناً و تسبيحاً .
فلا بد لقوله ( مَعَ الرَّاكِعِينَ ) من فائدة أخرى .
و ليست هذه الفائدة إلا :
فعلها مع جماعة المصلين و المعية تفيد ذلك ،
إذا ثبت هذا فالأمر المقيد بصفة أو حال لا يكون المأمور مُمتثلا
إلا بالإتيان به على تلك الصفة و الحال .
فإن قيل: كونهم مأمورين أن يركعوا مع الراكعين
لا يدل على وجوب الركوع معهم حال ركوعهم
بل يدل على الإتيان بمثل ما فعلوا
كقوله تعالى :
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ )
التوبة(119) ،
فالمعية تقتضي المشاركة في الفعل و لا تستلزم المقارنة فيه .
قيل : حقيقة المعية مصاحبة ما بعدها لما قبلها ،
و هذه المصاحبة تفيد أمراً زائداً على المشاركة و لا سيما في الصلاة ،
فإنه إذا قيل : صلِّ مع الجماعة أو صليتُ مع الجماعة ،
لا يفهم منه إلا اجتماعهم على الصلاة .
" الصلاة و حكم تاركها " ( 139 – 141 )
من موقع :