الموضوع: درس اليوم5452
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 02-20-2022, 05:44 PM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 61,453
افتراضي درس اليوم5452

من:إدارة بيت عطاء الخير
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
درس اليوم

أَصْلُهَا ثَابِتٌ وفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ

سيظل للكلمة أثرها الفعال في تغيير أفكار الناس وأمزجتهم ومشاعرهم

وواقعهم ، وذلك إذا استوفت شروطاً معينة . وليس أدل على رفعة مكانة

الكلمة في حياة البشر من أن الأنبياء- عليهم الصلاة والسلام -كانوا يجيدون

استخدامها في التعبير عن الحقائق الراسخة والربط بينها وبين واقع البشر

ورصيد الفطرة المتبقي لديهم . فهذا نوح -عليه السلام - يجادل قومه

باستفاضة ، حتى ضج قومه من ذلك حين قالوا :


{ قَالُوا يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا } [هود : 32]



وهذا إبراهيم - عليه السلام- يكرمه الله تعالى ، فيهبه من قوة الحجة

ما يفحم قومه :



{ وتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاءُ

إنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ } ]الأنعام : 83] .



وحجج النبيين ومضامين خطابهم للخلق -في الأصول - واحدة أو تكاد ،

مما يجعل جذور الكلمة الطيبة ضاربة في أعماق الزمن من لدن نوح –

عليه السلام- إلى خاتمهم محمد -صلى الله عليه وسلم- ، وهذا يجعل حركة

التاريخ كلها في سياقٍ عامٍ واحدٍ ، هو : التأكيد على أهمية الكلمة الطيبة

في إنقاذ البشرية من الضلالة . ونحن في كثير من الأحيان نستخف بقيمة

الكلمة ، ومع أهمية العمل إلا أن لكل منهما مجاله الذي لا يصلح فيه غيره،

وقد تغني الكلمة الواحدة غناء جيش أو جيوش ، كما حدث في غزوة

الأحزاب حين أسلم نعيم بن مسعود ، واستخدم عدم علم المشركين بذلك

في تبديد الثقة بين قريش واليهود على ما هو مشهور . وإذا أردت أن تشل

فاعلية شخص ما ، فيكفى أن تقنعه : أن عمله غير ذي فائدة .



والآية التي نحن بصددها زاخرة بالمعاني والصور التي تجعل الكلمة

في أرقى حال جمالاً وكمالاً ونفعاً . ولنقرأ الآية وما تلاها لنقتبس شيئاً

من نورها ، قال الله -جل وعلا- :



{ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ

وفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإذْنِ رَبِّهَا ويَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ

لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ} [إبراهيم : 24-25] ،

لقد شبه الباري - عز اسمه - الكلمة الطيبة بشجرة طيبة ، وهذه الشجرة

الطيبة تتصف بثلاث صفات أساسية : ثبات أصلها وعمق جذورها ، ثم ذهاب

فروعها وأفنانها في السماء ، ثم نفعها الدائم للخلق باستمرار أكلها وثمارها.


أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين


رد مع اقتباس