من:إدارة بيت عطاء الخير
درس اليوم
نعم .. كانوا كِبَاراً في كل شيء
ما أن نتصفح سير أسلافنا ، وخاصة أهل القرون الثلاثة الفاضلة حتى
نرى ما يُتعجب منه . لقد كانوا كباراً في كل شيء .. في عبادتهم لله تعالى ،
والمنقول عنهم في ذلك معروف عجيب ، وفي خوفهم من الله تعالى
وخشوعهم له ، في تربيتهم لأبنائهم ، وفي تربيتهم الذاتية لأنفسهم ،
وفي معاملاتهم مع العباد وكذا مع غير المسلمين ، وفي فعل الخيرات
واستغلال مواسم العمر . ولو حلفت بالله العظيم أنهم قد أعجزوا من بعدهم
لم تكن حانثاً . ووصل الأمر بهم أنهم كانوا كباراً حتى فيما يتمنونه ؛ فلم
يتركوا لحب الدنيا منفذاً لدى أمنياتهم , وما ذلك إلا لعلمهم بأنَّ التمنّي يدل
على الهمّ الذي يحمله الإنسان ، ومن أجله يصل إلى الغاية المنشودة . فانظر
رحمك الله إلى ما يتمناه الكثير منا في زماننا هذا . لا تجد في كثير منها
إلا أمنيات شكلية ، مادية بحتة ، تقليدية منبهرة بالغرب ، تتصدر لدى الكثير
منا دعاءه لله تعالى ويشفعها بعد ذلك على استحياء منه بنصرة هذا الدين
وإخواننا المسلمين في كل مكان ! ! فكنا بذلك صِغَاراً ،
فهُنَّا على الله عز وجل ، فَصغَّرَنا في عيون أعدائنا
والجزاء من جنس العمل ، وما ربك بظلام للعبيد .
أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين