من:إدارة بيت عطاء الخير
درس اليوم
همم عالية
الناس متفاوتون فهمم معلقة بعرش الرحمن وأعلى الجنان، وأخرى
متعلقة بالفروش والقروش والكروش، فمن أي الفريقين أنت؟! ومع أي
الصنفين تكون؟! وقيل قديما: قدر الرجل على قدر همته، فمن كان عالي
الهمة، كان عالي القدر.
وإذا كانَتِ النّفُوسُ كِباراً * تَعِبَتْ في مُرادِها الأجْسامُ
ولله در ربيعة بن كعب الأسلمي رضي الله عنه، ما أعلى همته عندما
قال له عليه الصلاة والسلام " سلني " فقال: مرافقتَكَ في الجنَّةِ.[
وكذا في قصة عجوز بني إسرائيل صاحبة الهمة العالية، طلبت من موسى
مرافقته بالجنة، أما الأعرابي فطلب ناقة يركبها وأعنز تحلبها أهله!
وقيل لبعض العلماء: لي سؤال صغير، فقال: اطلب له رجلاً صغيرًا.
ويضرب لنا ابن الجوزي مثلا بين صاحب الهمة العالية والهمة الدنيئة،
يقول( قال الكلب للأسد يوما: يا سيد السباع، غير اسمي فانه قبيح، فقال
له: أنت خائن لا يصلح لك غير هذا الاسم، قال: جربني, فأعطاه شقة لحم
وقال: احفظ لي هذه إلى غد وأنا أغير اسمك، فجاع وجعل ينظر إلى اللحم
ويصبر، فلما غلبته نفسه قال: وأي شيء باسمي؟
وما كل إلا اسم حسن فأكل ).
يقول ابن الجوزي معلقا: وهكذا الخسيس الهمة، القنوع بأقل المنازل،
المختار عاجل الهوى على آجل الفضائل، فالله الله في حريق الهوى
إذا ثار وانظر كيف تطفئه.
قال ميمون بن مهران : لا خير في الحياة إلا لتائب،
أو رجلٍ يَعمل في الدرجات، ومن عداهما فخاسر.
قال بعضهم يحكي حالهَم : كانوا يستحيون من الله أن يكونوا اليوم
على مثل حالهم بالأمس.
اللهم اجعل عملنا كله صالحا، واجعله لوجهك خالصا،
ولا تجعل لأحد فيه شيئا.
أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين