من:إدارة بيت عطاء الخير
حديث اليوم
باب إجراء أحكام الناس على الظاهر (05)
عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما، قال: بعثنا رسول الله –
صلى الله عليه وسلم - إلى الحرقة من جهينة فصبحنا القوم على مياههم،
ولحقت أنا ورجل من الأنصار رجلا منهم، فلما غشيناه، قال: لا إله إلا الله،
فكف عنه الأنصاري، وطعنته برمحي حتى قتلته، فلما قدمنا المدينة، بلغ ذلك
النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال لي: «يا أسامة، أقتلته بعد ما قال
لا إله إلا الله؟!» قلت: يا رسول الله، إنما كان متعوذا، فقال:
«أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله؟!» فما زال يكررها علي حتى تمنيت
أني لم أكن أسلمت قبل ذلك اليوم. متفق عليه.
الشرح:
وفي رواية: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
«أقال: لا إله إلا الله وقتلته» ؟! قلت: يا رسول الله، إنما قالها خوفا من
السلاح، قال: «أفلا شققت عن قلبه حتى تعلم أقالها أم لا؟!» فما زال يكررها
حتى تمنيت أني أسلمت يومئذ. (الحرقة) بضم الحاء المهملة وفتح الراء:
بطن من جهينة: القبيلة المعروفة. وقوله: «متعوذا» : أي معتصما بها من
القتل لا معتقدا لها. في هذا الحديث: دليل على جريان الأحكام على الأسباب
الظاهرة دون الباطنة الخفية.
أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين