من:إدارة بيت عطاء الخير
درس اليوم
حفظ اللسان عن الغناء
قال تعالى: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ
بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ ﴾ [لقمان: 6].
وقال تعالى: ﴿ أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ * وَتَضْحَكُونَ وَلَا تَبْكُونَ ﴾
[النجم: 59، 60].
قال ابن عباس: السمد: هو الغناء بلغة حمير.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لَيَكُونَنَّ مِنْ أُمَّتِي أَقْوَامٌ،
يَسْتَحِلُّونَ الحِرَ[1] وَالحَرِيرَ، وَالخَمْرَ وَالمَعَازِفَ»[2].
وقال تعالى في وصف عباد الرحمن:
﴿ وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا ﴾ [الفرقان: 72].
قال محمد بن الحنفية: الزور هنا الغناء.
وقال ابن مسعود رضي الله عنه: الغناء ينبت النفاق في القلب
كما ينبت الماء الزرع.
وقال يزيد بن الوليد: إياكم والغناء، فإنه ينقص الحياء، ويزيد الشهوة،
ويهدم المروءة، وإنه لينوب عن الخمر، ويفعل ما يفعله السكر.
وقيل: الغناء رائد الفجور.
ولقد أجمع من يعتد بقولهم على تحريم الغناء:
قال أبو حنيفة: الاستماع إلى الأغاني فسق.
وقال مالك عندما سئل عن الغناء، قال: إنما يفعله الفساق.
وقال الشافعي: الغناء لهْوٌ مكروه، ويشبه الباطل والمحال
، ومن استكثر منه فهو سفيه تُرَدُّ شهادته.
قال أحمد بن حنبل: الغناء ينبت النفاق في القلب، ولا يعجبني.
فهذا إجماع من الأئمة الأربعة على تحريمه،
وفي هذا مقنع لمن يريد الحق ويتلمَّسه.
قال تعالى للشيطان: ﴿ وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ ﴾
[الإسراء: 64]، قال مجاهد صوت الشيطان: الغناء.
وعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
«لَيَكُونَنَّ فِي هَذِهِ الأُمَّةِ خَسْفٌ، وَقَذْفٌ، وَمَسْخٌ، وَذَلِكَ إِذَا شَرِبُوا الْخُمُورَ،
وَاتَّخَذُوا القَيْنَاتِ[3] وَضَرَبُوا بِالْمَعَازِفِ»[4].
والقينات: المغنيات.
المعازف: آلات الطرب بأنواعها.
وعن معاوية رضي الله عنه قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم
عن النوح، والتصاوير، وجلود السباع، والتبرج، والغناء، والذهب،
والخز، والحرير[5].
وروى ابن ماجه عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: «لَيَشْرَبَنَّ نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي الْخَمْرَ، يُسَمُّونَهَا بِغَيْرِ اسْمِهَا،
يُعْزَفُ عَلَى رُؤُوسِهِمْ بِالْمَعَازِفِ، وَالْمُغَنِّيَاتِ، يَخْسِفُ اللَّهُ بِهِمُ الْأَرْضَ، وَيَجْعَلُ
مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ»[6] قال ابن القيم: إسناده صحيح[7].
[1] الحر: الزنا.
[2] صحيح: رواه البخاري رقم (5590)
في «الأشربة»، باب ما جاء فيمن يستحل الخمر ويسميه بغير اسمه.
[3] القينات: المغنيات.
[4] صحيح بمجموع طرقه: رواه ابن أبي الدنيا في «ذم الملاهي»،
وصححه الألباني في «الصحيحة» رقم (2203)،
وهو في «صحيح الجامع» رقم (5467).
[5] حسن: رواه أحمد في «المسند» (4 /101)
بإسناد حسن لأجل عبدالله بن دينار، وصححه الألباني
في «صحيح الجامع » (6914).
[6] صحيح: ابن ماجه رقم (4020) في «الفتن» باب العقوبات، وأبو داود
رقم (3688) في «الأشربة»، ورواه أحمد في «المسند» (4 /259)،
وصححه الألباني في «الصحيحة» رقم (90، 91)، و«صحيح الجامع»
رقم (5454).
[7] إغاثة اللهفان (1 /251).
أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين