من:إدارة بيت عطاء الخير
حديث اليوم
باب القناعة والعفاف والاقتصاد في المعيشة والإنفاق (06)
عن عمرو بن تغلب - بفتح التاء المثناة فوق وإسكان الغين المعجمة
وكسر اللام - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتي
بمال أو سبي فقسمه، فأعطى رجالا، وترك رجالا، فبلغه أن الذين ترك عتبوا،
فحمد الله، ثم أثنى عليه، ثم قال: «أما بعد، فوالله إني لأعطي الرجل وأدع
الرجل، والذي أدع أحب إلي من الذي أعطي، ولكني إنما أعطي أقواما لما
أرى في قلوبهم من الجزع والهلع، وأكل أقواما إلى ما جعل الله في قلوبهم
من الغنى والخير، منهم عمرو بن تغلب» قال عمرو بن تغلب: فوالله ما أحب
أن لي بكلمة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حمر النعم.
رواه البخاري.
الشرح:
«الهلع» : هو أشد الجزع، وقيل: الضجر. في هذا الحديث: ائتلاف من يخشى
جزعه، أو يرجى بسبب إعطائه طاعة من يتبعه. وفيه: أن الرزق في الدنيا
ليس على قدر درجة المرزوق في الآخرة. وفيه: أن الناس جبلوا على حب
العطاء، وبغض المنع، والإسراع إلى إنكار ذلك قبل الفكرة في عاقبته،
إلا من شاء الله. وفيه: أن المنع قد يكون خيرا للمنوع، كما قال تعالى:
{وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم} [البقرة (216) ] .
وفيه: الاعتذار إلى من ظن ظنا والأمر بخلافه.
أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين