الوقفة التاسعة
عن هجر أهل البدع والأهواء وبيان حكمه وبعض صوره وكيف يتحقق
إذ قال – رحمه الله – في كتابه "شرح لمعة الاعتقاد" (ص159-160) :
((والمراد بهجران أهل البدع:
الابتعاد عنهم، وترك محبتهم، وموالاتهم، والسلام عليهم، وزيارتهم، وعيادتهم، ونحو ذلك.
ولأن النبي صلى الله عليه وسلم هجر كعب بن مالك وصاحبيه
لكن إن كان في مجالستهم مصلحة لتبيين الحق لهم وتحذيرهم
من البدعة فلا بأس بذلك، وربما يكون ذلك مطلوباً
وهذا قد يكون بالمجالسة والمشافهة، وقد يكون بالمراسلة والمكاتبة.
ترك النظر في كتبهم خوفاً من الفتنة بها، أو ترويجها بين الناس فالابتعاد عن مواطن الضلال واجب.
لقوله – صلى الله عليه وسلم – ، في الدجال:
(من سمع به فلينأ عنه فو الله إن الرجل ليأتيه
وهو يحسب أنه مؤمن فيتبعه مما يبعث به من الشبهات)
رواه أبو داود، قال الألباني: وإسناده صحيح.
لكن إن كان الغرض من النظر في كتبهم معرفة بدعتهم للرد
عليها فلا بأس بذلك لمن كان عنده من العقيدة الصحيحة ما
يتحصن به، وكان قادراً على الرد عليهم، بل ربما كان واجباً،
لأن رد البدعة واجب وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب)). اهـ