من:إدارة بيت عطاء الخير
درس اليوم
التقوى روح الصيام
عقَّب الله تعالى بالغاية من الصيام بقوله:
{لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 183] أي تتخذون من الصيام
وقاية تحول بينكم وبين الميول المرذولة والمنكرات.
إن أمر الصيام موكول إلى نفس الصائم، لا رقيب عليه إلا الله - جلت قدرته –
فإذا ترك الصائم شهواته، التي تعرض له أثناء الصوم امتثالاً لأمر الله
تعالى، ورَاضَ نفسَه على الصبر كلما أغرتها الشهوات شعورًا منه بأن الله –
تبارك وتعالى - يراقبه، وأنه مطلع على سر نفسه، وتكرر منه ذلك شهرًا
كاملاً، فلا جرم أن يحصل له من تكرار هذه الملاحظة المصاحبة للعمل ملكةُ
مراقبة الله تعالى وخشيته، والحياء من الله أن يراه حيث نهاه.
إن التقوى: حساسية في الضمير، وصفاء في الشعور،
وشفافية في النفس، ومراقبة دائمة لله تعالى.
والمؤمنون الذين خاطبهم الله تعالى في القرآن الكريم يعلمون مكان التقوى
عند الله، ووزنها في ميزانه، وقوة تأثيرها، وحسن نتائجها في أعمالهم
السياسية، والاقتصادية والاجتماعية والثقافية مما يحصلون به على السعادة
الصحية، والحياة الطيبة في الدارين، فهي غاية تتطلع إليها أرواحهم
فتندفع إليها بقوة.
وهذا الصوم أكبر حافز لتحصيلها، وخير أداة من أدواتها، وأحسن طريق
موصل إليها، ومن ثم يرفعها سياق القرآن الكريم في ختام الآية لفرضية
الصيام أمام عيونهم وقلوبهم هدفًا وضَّاء ينهجون إليه عن طريق الصيام.
أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين