الموضوع
:
رسالة لم تكتب بعد!
عرض مشاركة واحدة
#
1
09-21-2012, 12:08 PM
vip_vip
Moderator
تاريخ التسجيل: May 2010
الدولة: egypt
المشاركات: 5,722
رسالة لم تكتب بعد!
رسالة لم تكتب بعد!
والدي العزيز
سأفشي لك سراً لم أسر به لأمي ، وسأفضي لك بأمر لم تعلمه أختي ، ليس لشيء إلا
لأنه يخصني أنا وأنت فقط ، وأخشى على نفسي وعقلي وقلبي من كتمانه ، فتحمّل
ثقيل همي ، واصبر على ما سألقيه عليك فأنت ولي أمري .
والدي العزيز
يقولون عني أني أشبهك في صفاتك ، وخصوصاً حياؤك ، وهذا ما زاد من مأساتي ،
فصفة الحياء فطرة كل أنثى ، ولكني أزيد عليهن لكوني بنت رجل حيي ، فزادني
حياؤك حياءً.
لقد مضت سنة على تركي للدراسة بناء على رغبتي ، ولكني لم أخبرك لماذا تركتها ،
وأظنك تحسب تركي لها مجاراة لمشاعرك ورغبتك التي لم تخبرني بها ، ولكن هناك
سبب أكبر من ذلك ، وهو السر الذي دفنته ولم يطلع عليه أحد ، وها أنا أقدمه بين
يديك مكتوباً ، فلساني سينعقد عند الجلوس بين يديك ، وجسدي سيذوب حياءً وأنا
أبوح لك به .
والدي العزيز
، أنت تعلم حال مدارسنا وكيف اختلط الطلاب بالطالبات ، وكيف انقلب
التعليم رأساً على عقب قبل مولدي بسنوات! .
والدي هل تعلم أن مجرد نظر الفتيان إليّ يجعلني أتصبب عرقاً ، فكيف لو شعرت بما
أشعر به وهم يتهامسون عند مروري ، وربما تجرأ بعضهم على محادثتي مباشرة ،
أما ما أراه من تجرئهم على بعض من تساهلت بالحجاب من زميلاتي ، فيكاد يقتلني في
اليوم ألف مرة ومرة .
والدي العزيز ،
المدرسة أصبحت سوقاً يعرض فيه اللحم الرخيص
، وصارت موطناً
لتفجر الرغبة والشهوة ، ولك أن تسأل بعد ذلك عن حال العملية التعليمية كما
يسمونها !
والدي
أرى مسلسلاَ يتكرر كل يوم ، وقد كنت أحد حلقاته يوماً ،
ففي بداية
المسلسل ترى فتاة بحجابها متجنبة الشباب ، ثم تهتم بتزيينه تلبيةَ لنظرات
اعجابهم ، وهمسات ثنائهم ، ثم ترخيه شيئاً فشيئاً
، لتقلد معلمتنا ـ سيئة الذكرـ في
الظاهر ،
ولتلبي طلبات الشباب في الحقيقة ، ولتتجنب تعليقاتهم السخيفة
التي تجعلني
أطأطئ رأسي حياءً ، وربما ذلاً ومهانة حينما توجه لنا معاشر المحجبات ، تلك الفئة
التي صار عددهن يقل كل يوم .
ومن حلقات ذلك المسلسل التعيس ،
تساهل بعض الطالبات في الحديث مع الطلاب ،
وانتشار قصص الغرام بين فلان وفلانة ، وإشاعة أن سبب المشاجرة بين فلان وفلان
، كان سببها علاقة أحدهما بصويحبة الآخر
! ، وفي كل يوم تروج العديد من الاشاعات
، والتي نحسبها ـ مع الأسف ـ مجرد إشاعات ، ولكن ظننا يخيب كل مرة نكذب فيها
تلك الأخبار ، فيثبت لنا المسلسل كل يوم أنه مسلسل واقعي ، نرى بعض حقائقه ،
ونسمع البعض الآخر بين همس الطلاب وإعلانهم .
والدي
هل تعلم
أن الفتاة التي تحافظ على علاقتها بريئة ، تعتبر فتاة معتدلة ،
تفاخر بعلاقتها ، وتنتقص من لا تجاريها ، ولكن لا تسألني ما حدود تلك البراءة
!
والدي العزيز
، لا يمكن لأي رجل أن يتخيل حال الفتاة التي لم ينعم الله عليها
بجمال أو حسن قوام ، وهي تسمع الثناء والغزل لبعض من منحهن الله الجمال الرشاقة
، وتسمع همز الشباب ولمزهم لها ، فما ذنبنا ونحن نتعذب كل يوم بغزل من يتغزل
وسخرية من يسخر .
والدي العزيز
،
لقد كثرت الأمراض النفسية بين الطالبات ، فلوعة الفراق ، وسياط
الشوق ، وألم السخرية والنبز ، سحق ما تبقى من نفوس البنات ، ولك أن تسأل بعد
ذلك عن التحصيل العلمي والمعرفي !
والدي العزيز ،
لن أحدثك عن
تتيم الفتيات بالمدرسين
ـ والذين أدخلوا إلى
المدارس المختلطة لعجز المعلمات عن السيطرة على الطلاب ، فجعلوهم حلاً غبياً
لمشكلة صنعوها بأيديهم ـ فقد تجاوز الشق الرقعة ، وزكمت الأنوف تلك الفضائح
المخزية .
والدي العزيز ،
لن أحدثك عن
نظرات المعلمين للطالبات
، ولن أحدثك عن تزينهن لهم
، ولن أحدثك عن بعض ما يقال عن سلسال فلانة وقلادة الأخرى ، فمما يقال : أنها
هدية من الأستاذ المربي ، ولكن هل كان لهذه الهدية مقابل أم لا ، يكاد رأسي
ينفجر حينما ينفتح باب الخيال لتصور تلك الأحداث التي تغيب عن عيني ، ويحاول
ذهني إكمال المشهد !
والدي العزيز ،
لقد طلبت منك وأنا في سني المتوسطة الأولى أن أبقى في البيت ،
ولكنك لم تلب طلبي إلا في آخر هذه المرحلة ، والدي هذا ما رأيته وعايشته في
سنوات قلائل ، وما يقال عن المرحلة الثانوية أدهى وأمر .
والدي العزيز ،
لقد ارتحت من ذلك كله بعد بقائي في المنزل ، وما أكثر من بقين
فيه هذه الأيام ، ولكن هماً آخر بدأ يؤرقني ، ألا وهو مصير مستقبلي التعليمي ،
فقد كنت أسمى ببنت أينشتاين كما تحب أن تناديني مدرسة الرياضيات ، أما معلمة
الأدب فتناديني بأديبة الزمان ، وبعد هذا الجهد أبقى حبيسة المنزل ، وتبقى
المدرسة لمن لم يهمهم التعلم وطلب المعرفة .
والدي العزيز ،
أنا أعلم أن الحال في مدارسنا لم يكن كذلك ، وهذا ما تحدثني به
أختاي ، فما الذي جرى وكيف تدهورت الأمور ، أبي لو لم تكن ممن عاصر الإفساد
لعذرتك ، ولكن سؤالي الذي يجعلني أكره كل من جعل مسلسل الإفساد يصل إلي :
ما الذي فعلتموه ليقف هذا التدهور ؟ وهل كنتم سذجاً لدرجة أنكم لم تتوقعوا هذه
النتائج؟ ، مع أنه مسلسل متكرر في أكثر البلاد العربية من حولنا ! ، أم أنكم تغابيت
م
عن ذلك جبناً وذلاً !
ألم يكن فيكم رجل رشيد ، وذي رأي سديد ، ليضحي بالنفس والنفيس ؟ هل كانت
أعراضكم بهذا الرخص ؟ هل هذا قدرنا عندكم ؟
والدي العزيز،
لقد درست تاريخ الثورات العربية ، فعلمت أن من أسبابها غلاء الأسعار ، وصفعة خضار !
هل كانت أعراضكم أرخص من ذلك ، وهل كانت بناتكم أقل من أن تهزوا الدنيا من أجل عفافهن ؟
والدي ،
ألم يقل نبينا صلى الله عليه وسلم : من قتل دون عرضه فهو شهيد
.
والدي ،
ألم يطرد النبي صلى الله عليه وسلم بني قينقاع من المدينة لأجل عرض
مسلمة.
والدي ،
ألم يجيش المعتصم الجيوش ، ويخرب عمورية تلبية لنداء عفيفة صفعت
.
والدي
أخبر من حولك ومن بجوارك واصرخ بأعلى صوتك ، ما يحدث في ردهات
المدارس ، وبين جنباتها أعظم من ذلك بكثير .
والدي
والله إني لأعلم أن التصدي لمثل هذا المخطط قبل مولدي لا يحتاج إلى دماء
وثورات وحروب ، ولكنه كان يحتاج إلى صدع بالحق ، وثبات عليه ، ودعم للشرفاء
المحتسبين ، وبيان خطر هذا المشروع لولي الأمر .
أما الآن وبعد أن ألف الناس رخص العرض ، وهانت عليهم نساؤهم ، حتى صار
المعروف منكراً ، والمنكر معروفاً ، فإزالة ما تبقى من آثار هذا المشروع ، سيكلفكم
الكثير ، ولن يغسل هذا الدرن إلا دماء الشهداء .
والدي العزيز ، في ختام رسالتي أعتذر عن عدم إفشائي لذلك السر الذي كتمته ،
لظني أنك عرفته ، وما تبقى من حيائي يمنعني من مجرد التفكير بإفشائه.
ابنتك التي لم تولد بعد
أحبتي لنجتهد حتى لا تكتب هذه الرسالة ، لأنها ستصل الكثير لو كتبت .
vip_vip
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى vip_vip
زيارة موقع vip_vip المفضل
البحث عن المشاركات التي كتبها vip_vip