ولو قرأ هذا التائه ما قاله أحد التابعين :
(طرقت أبوابا إلى الله فوجدتها ملأى,
كذلك كل باب طرقته
إلا باب الانكسار لله.. وجدته فارغا فدخلته)
لو قرأ هذا لعلم
أن من يغفل عن هذا الباب كثيرون
وهو أحدهم
وقد يكون قارئ هذه الأسطر
أحدهم أيضا
كيف نعيش لذة الانكسار ؟!
يصف لنا ابن القيم حقيقة الانكسار فيقول :
( هذه الحال التي تحصل لقلبه لا تنال العبارة حقيقتها,
و إنما تدرك بالحصول
فيحصل لقلبه كسرة خاصة..لا يشبهها شيء
بحيث يرى نفسه كالإناء المرضوض تحت الأرجل
الذي لا شيء فيه
و لامنه
و لا فيه منفعة
و لا يرغب في مثله
و أنه لا يصلح للانتفاع
إلا بجبر جديد من صانعه و قيمه.)
تأمل الوصف
(كالإناء المرضوض .. تحت الأرجل .. الذي لا شيء فيه .. و لا منه ..
و لا فيه منفعة .. و لا يرغب في مثله ..
و أنه لا يصلح للانتفاع
إلا بجبر جديد من صانعه و قيمه)
هل تخيلت هذا الحال
تأمل هذه الصورة
يا الله
كنت كثيرا ما أردد جملة عذبة ..
سمعتها من الداعية عمروا خالد :
بأن يكتبوا أعظم نعمة من الله بها عليهم؟
فكانت أعذب إجابة من أحدهم حينما كتب :
(الحمد لله أن ربنا هو ربنا)
روى قصة طويلة عن سؤال وجهه هو إلى مجموعة من الشباب
هل تبصرون ما أبصر
-
من سحر و صدق هذه العبارة
(الحمد لله أن ربنا هو ربنا)
حقا
الحمد لله أن ربنا هو ربنا
الحمد لله أن ربنا هو الله
استشعرنا
وصف الانكسارمع ابن القيم
تعالوا لنرى نموذج عجيب للانكسار مع أبي حنيفة:
(صلى الإمام أبو حنيفةالعشاء يوماً في المسجد،
فلما قضيت الصلاة وخرج الناس من المسجد،
يقول إمام المسجد: فنظرت لأبي حنيفة فإذا هوجالس يتفكر،
فقلت: أقوم حتى لا أزعجه وأشغله عما هو فيه،
فخرجت وتركت القنديل وليس فيه إلا زيت قليل..
فجئت وقد طلع الفجر
وهولا يزال في مكانه
يقول:
يا من يجزي بمثقال ذرة الخير خيراً،
و يا من يجزي بمثقال ذرة الشر شراً،
أجر النعمان عبدك من النار.. وأدخله في سعة رحمتك..)
سبحان الله
أي لذة انكسارهذه
التي جعلته لا يقوم من مصلاه من العشاء إلى الفجر؟!
-
ما الذي كسر أبي حنيفة؟!
ماهي الحالات التي يجب فيها أن نتشبث بالانكسار؟
-
يقول أحدهم في أبدع إجابة:
إن أتيت حسنة وأعجبت منها نفسك.. ودخل السرور قلبك..
فتذكر أن من وهبك إياها الله.. ولولاه ما قمت بها..
فعندها ستنكسر.
إن وقفت يوماً في منصبك تأمر وتنهي..
فتذكر أن ربك أعلى منك وأعلم..
وإن شاء سلبك بعد العطاء..
فعندها ستنكسر.
وإن تناولك الناس يوماً بالمدح والثناء..
والخير والإطراء.. وأعجبوا بعملك..
فتذكر ذنوبك وما تفعله بعيداً عن أعينهم .. ثم ستر الله عليك
فعندها ستنكسر.
وإن وقفت يوماً تصلي فسرح عقلك،
وكثر التحرك بجسمك، وانشغلت بالتفكير في الدنيا..
فتذكر أنك ستقف أمام ملك الملوك وحيداً ً..
فعندها ستنكسر. )
هذه بعض الحالات
ولو صحبنا الانكسار في كل حالاتنا لكان أكمل
تعالوا لنطبق يا أحباب ..
ردد معي (يارب) ..
رددها وأنت تستشعر كلمات الكاتب علي أمين
حينما قال:
( ما من مرة قلت : [يا رب]
إلا أحسست أن الأبواب المغلقة تفتح..
و المشكلات الصعبة تتحول إلى مشكلات سهلة
والأسوار العالية التي كانت تسد طريقي تتضاءل)
رددها كما ترددت في آخر آل عمران.. وسترى بنفسك
كيف أن الأسوار العالية التي كانت تسد طريقك
ستتضااااااءل
إني داعية فأمـِّـنـُُوا:
إلهنا..وسيدنا..و مولانا..وخالقنا
يا من رآنا على الخطايا..فلم يفضحنا..
يا من رآنا على المعاصي..فلم يهتك سترنا..
يا حبيبنا..يا حبيبنا..ياحبيبنا
أتيناك
نادمين..تائبين..منكسرين..
اللهم فأقبلنا
و لا تردناخائبين.. و لامخذولين
و لاعن بابك مطرودين
و لامن عفوك محرومين
اللهم
يافرد..ياصمد.. يارحيم..ياغفور
يا الله.. يا كريم
أكرمنا بعفوك
ياكريم.. ياكريم.. ياكريم
اللهم أكرمنا بعفوك
اللهم أكرمنا بعفوك .
اللهم
يا جابر قلوب المنكسرين
اجبر كسر قلوبنا بقربك
اجبر كسر قلوبنا بقربك
اجبر كسر قلوبنا بقربك
كتبته : هند عامر