من:إدارة بيت عطاء الخير
درس اليوم
الغيبة الخفية!
هي غيبة الملتزمين وأصحاب التدين، فإذا ذُكِر عندهم أحد يكرهونه أعرضوا
وقالوا: دعوه .. يستر الله علينا وعليه، أو اتركوه لا شأن لنا به، أو نعوذ
بالله من الغيبة، وإنما مرادهم الغيبة وانتقاصه، لكنهم يسلكون
إليها طريقا غير مباشر.
هؤلاء يتصنعون الشفقة ويتظاهرون بالرحمة، لكن باطنهم السوء وإرادة
الغيبة، فيقولون مثلا: فلان طيب! وهم يقصدون أنه مُغفَّل!
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "فمن الناس من يغتاب موافقة لجلسائه
وأصحابه وعشائره مع علمه أن المغتاب بريء مما يقولون، أو فيه بعض
ما يقولون؛ لكن يرى أنه لو أنكر عليهم قطع المجلس واستثقله أهل المجلس
ونفَروا عنه، فيرى موافقتهم من حسن المعاشرة وطيب المصاحبة".
فواعجبًا كيف لانت الألسنة بالغيبة والنميمة وهما أصل الداء، وفترت
عن الذكر؛ وهو شفاء القلوب والأبدان.
الغيبة كبر خفي!
قال الأوزاعي رحمه الله:
"إذا سمعت أحدًا يقع في غيره، فاعلم أنه إنما يقول أنا خيرٌ منه".
الغيبة دَيْنٌ مستحق السداد غدًا!
قال الإمام الأوزاعي: "بلغني أنه يُقال للعبد يوم القيامة: قم فخُذ حقك من
فلان، فيقول: ما لي قِبَله حق! فيُقال: بلى .. ذكرك يوم كذا وكذا بكذا وكذا".
أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين