هل تعرفين يا هند متى فهمت الحياة؟
قالت: حينما واجهت الموت مرتين؟
- ألجمني حديثها .. كانت تقول عبارتها بطريقة مؤلمة –
المرة الأولى: أصبت بالسرطان
وخضعت لعلاج طويل, وبالكاد شفيت
حدث خطأ طبي في أثناء ولادتي لطفلي ,
وبقيت على شفا الموت وأنا أنتظر العثور على متبرع بأحد أعضائه
وعثروا على المتبرع في آخر لحظة
قلت: ماهوأجمل درس تعلمتيه من هذه التجربتين؟
- لم أتمكن من التعقيب بأكثر من ذلك ..
بعض الناس حينما يتحدث .. تشعر أن كل ذرة في أعماقك تنصت له –
-
قالت:
تعلمت أن مواجهة الموت هي أكثر شيء تجعلك تنظر لهذه الحياة بمنظار مختلف
يجعلك تعرف موقعك تماما في هذا الكون ..
يجعلك تعرف إلى أين أنت ذاهب.
يجعلك تنتفض وتكف عن هذا الوهم الذي تعيشه ..
يجعل تعود لتضع خط بين ما فات وبين ما هو قادم
تعود لتصوغ حياتك من جديد في قالب يعطيها حجمها ولا يبخسها
الحياة جميلة, وتستحق أن نعيشها ..
لكنها سراب .. قد يتلاشى في أي لحظة ..
تجعلني أستحضر طريقة عجيبة كانت أول طريقة في كتاب(100طريقة لتحفيز نفسك)
هل تعلمون يا أحباب ماهي أول طريقه لتحفيز النفس يطرحها ستيف؟!
الطريقة هي: (ارقد على فراش الموت )
نعم والله بدأ كتابه بـ (ارقد على فراش الموت )
وتحتها يشرح لنا ستيف تدريب (فراش الموت) الذي كان نقطة فاصلة في حياته
(طلبت مني المعالجة النفسية “ديفرز براندين”
أن أتخيل نفسي بوضوح وأنا نائم على فراش الوفاة
وأن أتقمص تماماً المشاعر المرتبطة بالاحتضار والوداع،
ثم طلبت مني بعد ذلك أن أدعو كل شخص يهمني في الحياة
كي يزورني وأنا راقد على فراش الموت على أن يأتي كُــل على حدة
وبينما كنت أتخيل كل صديق وقريب وهو يأتي لزيارتي،
كان علي أن أتكلم مع كلً بصوت عالٍ.
كان علي أن أقول له ما كنت أريده أن يعرف
وخلال حديثي مع كل شخص استطعت أن أشعر بصوتي وهو يتغير.
ولم يكن بوسعي أن أتفادى البكاء
فغرغرت عيناي بالدمع، واستشعرت إحساساً بالفقدان،
وخلال هذا التدريب الصعب عرفت حقاً حجم ما افتقدته من حياتي،
تحولت إلى كتله من العواطف المختلفة
فقلما بكيت بمثل هذه الحرارة من قبل
وحينما تحررت من هذه العواطف
فعرفت ما هي الأشياء المهمة.. وما هي الأشياء التي تعنيني حقاً
ومنذ ذلك اليوم عاهدت نفسي أن لا أدع شيئاً للصدفة
وأصبحت لدي الرغبة في أن أعيش.. كما لو كنت سأموت في أي لحظة
وقد غيرت هذه التجربة برمتها أسلوب تعاملي مع الناس،
ليس علينا أن ننتظر لحظة الموت الحقيقية
وبإمكاننا أن نعيش هذه التجربة في أي وقت نريده
ومواجهتنا للموت لا تعني أن ننتظر حتى تنتهي حياتنا
والحقيقة .. أن القدرة على أن نتخيل بوضوح
ساعاتنا الأخيرة .. على فراش الموت
تخلق إحساساً في ظاهره الإحساس بأنك قد ولدت من جديد
كانت هذه الحكاية أما الآية:
(كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ)
يقول السعدي:
( إن هذا كأس لا بد من شربه وإن طال بالعبد المدى، وعمّر سنين،
ولكن الله تعالى أوجد عباده في الدنيا، وأمرهم، ونهاهم، وابتلاهم بالخير والشر،
بالغنى والفقر، والعز والذل والحياة والموت،
فتنة منه تعالى ليبلوهم أيهم أحسن عملا ومن يفتتن عند مواقع الفتن ومن ينجو)
-
يا أحباب
الهرب المتكرر من حقيقة الموت ليس حلا عمليا
كف عن ذلك .. أنت بحاجة لأن تستشعر قربه وتتقبله
تأمل قوله تعالى: (ذَائِقَةُ)
لم يقل جل في علاه, مقتربه أو غيرها من الكلمات
بل أتى كأبلغ ما يمكن أن يقال: (ذَائِقَةُ)
أعرف موقعك تماما في هذا الكون ..
اعرف إلى أين أنت ذاهب.
انتفض وكف عن هذا الوهم الذي تعيشه ..
عد لتضع خط بين ما فات وبين ما هو آت
عد لصياغة حياتك من جديد في قالب يعطيها حجمها ولا يبخسها
الحياة جميلة, وتستحق أن نعيشها ..
لكنها سراب .. قد يتلاشى في أي لحظة
لكنها سراب .. قد يتلاشى في أي لحظة
لكنها سراب .. قد يتلاشى في أي لحظة
ما وافق الحق من قولي خذوه .. وما جانبه بلا تردد اجتنبوه
كتبته هند عامر
انتظروني قريبا
مع
حكاية وءاية اخرى