عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 02-08-2025, 03:52 PM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 61,428
افتراضي الحثُّ على مُلازَمَةِ الاستِغْفارِ


من : الأخت الزميلة / جِنان الورد
الحثُّ على مُلازَمَةِ الاستِغْفارِ

روى الأغرّ المزني رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: *(إنَّه لَيُغَانُ علَى قَلْبِي، وإنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ في اليَومِ مِائَةَ مَرَّةٍ).* صحيح مسلم.
مِن لُطفِ اللهِ عزَّ وجلَّ بعِبادِه أنْ يَسَّرَ لهمْ أبوابَ التَّوبةِ والاستغفارِ، ودلَّ رسولُ اللهِ ﷺ المسلِمَ على ما تُوضَعُ به الخَطايا
والذُّنوبُ وتُمْحَى، ولو كانتْ كَثيرةً كَزَبَدِ البَحْرِ، وهو ذِكرُ اللهِ واستغفارُه والمداوَمةُ على ذلك بقُلوبٍ مُخلِصةٍ؛
وذلك ممَّا يُؤنِسُ الرُّوحَ والقَلبَ، ويَرزُقُ النَّفْسَ الطُّمأْنينةَ، ويُثقِّلُ مَوازينَ العَبدِ بالحَسَناتِ،
ويُنَجِّي اللهُ تَعالَى به صاحِبَه مِنَ الهَمِّ والغَمِّ، فيَكشِفُ ضُرَّه ويُذهِبُ غَمَّه.
وفي هذا الحديثِ يَقولُ النَّبيُّ ﷺ: «إنَّه لَيُغَانُ»، أي: يُغطي ويلبس على قلبي، والمرادُ به: السَّهوُ في بَعضِ الفَتَرات
مِنَ الغَفَلاتِ عَنِ الذِّكْرِ الَّذي كان شَأنُه الدَّوامَ عليه، فإذا فَتَرَ عنه أو غَفَلَ، وغيرِ ذلك ممَّا يَحجُبُه
عن الاشْتِغالِ بِذِكْرِ اللهِ والتَّضَرُّعِ إليهِ ومُشاهدَتِه ومُراقبَتِه،
فيَرى ذلك ذنبًا بالنِّسبَةِ إلى المَقَامِ العَليِّ، فكان ﷺ يَستغفِرُ في اليومِ مِائةَ مرَّةٍ، والمرادُ مِن العددِ الإشارةُ للكثرةِ
وليْس المرادُ الحَصرَ فيه، وظاهرُ الكَلامِ أنَّه ﷺ يَطلُبُ المَغفرةَ ويَعزِمُ على التَّوْبةِ،
بأيِّ صِيغةٍ كانتْ، مِثلُ «أسْتَغفِرُ اللهَ وأتوبُ إليه» أو غيرِها.

رد مع اقتباس