
12-06-2025, 09:07 PM
|
|
Senior Member
|
|
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 63,281
|
|
الدنيا والآخرة ليس خيارًا بين طريقين
من : الأخت الزميلة / جِنان الورد
الدنيا والآخرة ليس خيارًا بين طريقين
التوازن بين الدنيا والآخرة ليس خيارًا بين طريقين ، بل هو السير في طريقٍ واحدٍ بخطوتين متزنتين ،
خطوة في عمارة الأرض ، وخطوة نحو عمارة القلب..
فالدنيا مزرعة الآخرة ، وليست نقيضًا لها ، والعمل فيها جزءٌ من العبادة إذا كانت النيّة لله..
يقول الله تعالى :
"وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا"..
في هذه الآية تربية دقيقة للنفس حتى لا تميل إلى الإفراط ولا التفريط..
فالمؤمن لا يُسخّر دينه لخدمة دنياه ، ولا يهمل دنياه باسم الآخرة..
يعيش بقدميه على الأرض ، لكن قلبه معلّق بالسماء..
الدنيا ليست مذمومة لذاتها ، إنما تُذمّ حين تُشغل عن الله ، وتُمدح حين تكون وسيلةً لطاعته..
المال ، والوظيفة ، والعلم ، والعلاقات ، كلها يمكن أن تكون عبادةً إذا أُديت بنيّة صادقة ، وعلى منهج مستقيم..
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه :
"اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدًا ، واعمل لآخرتك كأنك تموت غدًا"..
كلمة تختصر ميزان الحياة ، اجتهاد في السعي دون تعلق ، واستعداد للرحيل دون غفلة..
من علامات التوازن أن يكون القلب في حال ذكرٍ دائم ، حتى وسط الحركة والمهام اليومية ،
أن تكون يدك تعمل ، ولسانك يذكر ، وقلبك يراقب..
فالغاية ليست ترك الدنيا ، بل تسخيرها طريقًا إلى الله..
والتوازن الحق يتحقق حين يدرك الإنسان أن النجاح في الدنيا لا قيمة له إن لم يُرضِ الله ،
وأن الزهد الحقيقي ليس في ترك الأشياء ، بل في ألا تملك الأشياء قلبه..
من عاش هذا المعنى عاش في سكينةٍ مهما تغيّر الواقع حوله ، لأن روحه لا تسكن في متاعٍ زائل ،
بل في يقينٍ دائم أن كل عملٍ دنيوي يمكن أن يكون عبادةً إذا صَفَت النيّة واستقام السلوك..
|