عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 12-11-2025, 02:43 PM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 63,325
افتراضي تهيّأ لشيخوختك من الآن



من : الأخت الزميلة / جِنان الورد
تهيّأ لشيخوختك من الآن


هناك حقيقة كبرى تحتاج أن تستيقظ في قلبك كل صباح :

أن شيخوخة الإنسان لا تُبنى عندما يشيب شعره، بل تُصاغ ملامحها في أيام عافيته ، وفي سنين قوته ، وفي صفحات شبابه

فما أنت عليه *اليوم…

هو ما ستصبح عليه غدًا، وما تغرسه الآن…

هو ما ستحصده في زمن الضعف والانكسار ،

فالعبد لا يتحول ـ هكذا فجأة ـ عند الكِبَر إلى *مخبتٍ رقيق القلب،

ولا يُصبح بين ليلة وضحاها *منعمًا بالقرآن والذكر والعبادات* ،

إن كان شطر عمره قد ذاب في *اللهو والغفلة، واستُنزفت طاقاته في التراخي والركون والتسويف

الشيخوخة *ليست مرحلة جديدة

بل هي كشف حساب،

هي المرآة الصافية التي تعكس ما صنعته يدك في أيام قوّتك ؛ ثُمرة اجتهادك وصبرك … أو ثمرة غفلتك وتفريطك.

لقد رأينا ـ وترى أنت كذلك شيوخًا تكسّرت قواهم

لكن قلوبهم* ما تزال معلّقة بالمجالس الفارغة ، والجلوس الطويل في الاستراحات ، ومتابعة الملهيات ، والغرق في القيل والقال

وليس هذا ذنب شيبتهم

بل هو مشروع طويل بدأوه منذ شبابهم

حين أَلِفَت قلوبهم اللغو ، ولم تُدرَّب على الطاعة.

إنّ ما نراه اليوم فيهم ، إنما هو حصادُ زرعٍ قديم.

وفي الجهة الأخرى ترى شيوخًا ما إن أقبلت عليهم السنون حتى *

ازدادوا نورًا وسكينةً وصفاءً ، قلوب مطمئنة بالقرآن ، أرواح تتنعّم بالصيام ، أقدام تسابق إلى المساجد ،

أعين تحِنُّ إلى قيام الليل ، وألسنة تسبّح الله آناء الليل وأطراف النهار

كأنما قدوم *الشيخوخة* عليهم ،

ربيع جديد لا يعرف الذبول

هؤلاء لم تُنشئهم السنون

بل ربّوا أنفسهم قبل ذلك بزمان ، وأعدّوا قلوبهم للطاعة ، حتى صارت الطاعات عليهم أحبَّ من أنفاسهم

ولأجل ذلك كلّه …

ابدأ الآن

من هذه اللحظة

في تشييد ملامح شيبتك القادمة،

إن لم تُكتب لك مغادرة الدنيا قبل بلوغها .

ابدأ اليوم

*لأن الغد لن ينتظرك

خطوات قليلة ، ولكن مفعولها عظيم

بادر إلى المسجد عند أول النداء

قبل أن تثقُل قدماك في الكِبَر .

اجعل لك وِردًا ثابتًا من القرآن

ما بين جزء وجزئين كل يوم ،ليكون *رفيقك حين يَهجرك الناس .

لا تترك أذكار الصباح والمساء

فهي *حِصن اليوم وغذاء الروح .

حافظ على السنن الرواتب* ، فهي *سياج الفرائض .*

أقم لنفسك نصيبًا من قيام الليل .. ولو ركعتين* .

اعتنِ بجسدك فالضعف يأتي سريعًا ،والرياضة عبادة إذا صلحت النية .

وأبقِ لسانك رطبًا بذكر الله

فإنه *أثبت الأعمال أثرًا في القلب ، وأيسرها على الجوارح .*

إن أجمل ما يصنعه العبد لنفسه ،

أن يستعدّ لرحيله قبل أن يُدعى

و أن ينحت في شبابه صورة الشيخ الصالح الذي سيصبحه يومًا ما ولا بدّ*.

ابدأ الآن

فالغد سيًظهر ما ستفعله اليوم ..!!

اللهم اهدنا لأحسن الأقوال والأعمال والأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت واجعلنا كما تُحب ويُرضيك

رد مع اقتباس