عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 07-28-2013, 12:31 AM
بنت الاسلام بنت الاسلام غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 3,019
افتراضي

يقول عبد الرحمن السُّلميُّ:
[ الصلاةُ شكرٌ، والصيامُ شكرُ، وكلُّ خير يعمله لله - عز وجل - الشكرُ،
وأفضلُ الشكر الحمدُ ]
وتَعدادُ النِّعم من الشكر، والتحدُّث بالنِّعم من الشكر، ومن أثنَى فقد شكَر،
والقناعةُ شكرٌ؛ فكن قانِعًا تكُن أشكرَ الناس، والمعروفُ رِقٌّ، والمُكافأةُ عِتقٌ.
ومن قصُرت يدُه عن المُكافأة فليُكثِر من الشكر والثناء،
ومن لا يشكُر القليل لا يشكُر الكثير.
ومن الشكرِ: ألا يزالَ لسانُك رطبًا من ذكر الله، ومن قال إذا أصبحَ وإذا أمسَى:
( اللهم ما أصبحَ بي من نعمةٍ أو بأحدٍ من خلقِك فمنك وحدك لا شريك لك،
فلك الحمدُ ولك الشكرُ. فقد أدَّى شكرَ يومِه )
وبعد - رحمكم الله -:
فإن من فضل الله ورحمته ولُطفه: أنه - جلَّ في عُلاه - يشكرُ لعباده،
فهو الغفورُ الشكور؛ فالذي سقَى الكلبَ شكرَ الله له فغفَرَ له؛
فكيف بمن يُحسِنُ للمسلمين، ويتفقَّدُ المُحتاجين، ويتصدَّقُ على المُعوِزين،
ويرحَمُ المُستضعَفين.
والذي أخَّر غُصن الشوك عن الطريق شكَر الله له فغفَرَ له؛
فكيف بمن يسعى في تيسير أمور الناس وتفريج همومهم وتنفيس كروبهم؟!
ومن لُطفه - عزَّ شأنه - أن جعلَ شُكرَ الناس من شُكر الله:
( لا يشكرُ الله من لا يشكُر الناس )
ومن لُطفه كذلك: أن جعلَ من شكرَ فإنما يشكرُ لنفسه.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم :
{ وَآيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ (33)
وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ (34)
لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلَا يَشْكُرُونَ (35)
سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ }
[ يس: 33- 36 ]
نفعني الله وإياكم بالقرآن العظيم، وبهدي محمدٍ - صلى الله عليه وسلم
وأقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنبٍ وخطيئةٍ؛
فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الحمد لله، أحصَى كل شيءٍ وعلِمَه، وأتقنَ ما صنَع وأحكمَه،
أحمده - سبحانه - على ما وهبَ من العلم وفهَّمَه،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادةَ من عرفَ الحقَّ والتزمَه،
وأشهد أن سيدَنا ونبيَّنا محمدًا عبدُ الله ورسولُه صدعَ بالحق وأسمعَه،
صلَّى الله وسلَّم وبارَك عليه، وعلى آله وأصحابه وأتباعه وأنصار
ممن عزَّره ووقَّرَه وكرَّمه، وسلَّم تسليمًا كثيرًا.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
أيها المسلمون :
أحسِنوا جوارَ نعم الله؛ فإنها قلَّ ما نفَرَت عن أهل بيتٍ فكادَت أن ترجِع إليهم.
وإن من شُكر الله - عز وجل - والاعتراف بفضلِه ونعمته:
ما منَّ به على الحرمين الشريفين وأهلِهما من الأمن والأمان، والخير والرَّغَد،
وحُسن الرعاية والخدمة، وتقديم كل ما يُيسِّر العبادة من صلاةٍ وطوافٍ وسعيٍ وزيارةٍ،
وتطهير البيت للطائفين والقائمين والرُّكَّع السجُود، للعاكِف والبادِ.
في خدماتٍ منقطعةِ النظير، وبذلٍ لا يقِفُ عند حدٍّ،
وتوسِعاتٍ وإصلاحاتٍ تتماشَى مع متطلَّبات الوقت وازدياد الحُجَّاج والعُمَّار والزوَّار،
وحُسن توظيفٍ لمُستجدَّات العصر وتقنيَّاته .
ونظرًا لأهمية هذه الأعمال والمشروعات ومكانتها وسعَتها والحاجة إليها
والاحتياطات فيها؛ فإن ذلك يتطلَّب في بعض الأحيان - اتخاذَ قرارات تقتضِيها المصلحة،
ولاسيَّما مصلحة قاصِدي الحرمين الشريفين في التيسير عليهم ،
والاطمئنان على سلامتهم وحُسن تقديم الخدمة لهم.
ومن جُملة القرارات: الحاجةُ إلى تخفيف وترتيب وتنظيم أعداد الحُجَّاج والمُعتمِرين ،
والتوعية بالدعوة إلى تقليل المجِيء إلى الحرم الشريف لمدَّة مُؤقَّتة،
وهي فترةُ اكتمال هذه المشروعات العظيمة من أجل سلامة قاصِدي المسجد الحرام،
ومن أجل إنجاز المشروع وإنهائِه في الوقت المُحدَّد، وبالصورة المُثلَى.
وإن الأمل كبيرٌ في إدراك ذلك وتفهُّمه،
والتعاون من الجميع لمصلحة الجميع إنجازًا وسلامةً وأمنًا.
بارك الله في الجهود، وسدَّد الخُطى، وأجزل المثوبةَ لوُلاة أمرنا على حُسن رعايتهم،
وجليل خدامتهم، وأدامَ علينا أمنَنا وأمانَنا، وحفِظنا من كل مكروه.
ومن الشكر - يا عباد الله -:
نعمةُ التوفيق للطاعة وحُسن العبادة، ونعمةُ بُلوغ هذا الشهر الكريم
والتوفيق لصيامه وقيامه، وأيُّ حرمان ونُكران أعظم ممن أدرك شهرَ رمضان
فلم يُغفَر له؟! ومن حُرِم خيرَ هذا الشهر فقد حُرِم.
اشكُروا الله حقَّ شُكره وأنتم على أبواب عشره الأخيرة.
تأسَّوا بنبيِّكم محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -؛ فقد كان أجودَ بالخير من الرِّيح المُرسَلة،
وكان أجودَ ما يكون في هذه الأيام يُوقِظُ أهلَه، ويُحيِي ليلَه، ويشُدُّ المِئزَرَ.
للآخرة أسواقٌ يربَح فيها أقوام ويخسر آخرون،
وللطاعة مواسِم وأوقات يفوز فيها عامِلون ويُقصِّرُ مخذولون.
فأرُوا الله - رحمكم الله - من أنفسكم خيرًا، حاسِب نفسَك - يا عبد الله -،
وانظر في صحائِف أعمالك: برٌّ ونفقة، وإحسانٌ وصدقة، ومواساة وإغاثات،
وصلاة وصيام، وقراءة وقيام، وذكرٌ ودعاء.
أيام هي أفضلُ أيام هذا الشهر، يتدارَكُ فيها العبدُ ما فاتَه، ويستدرِكُ تقصيرَه؛
فالخيرُ في هذه العشر، وفيها ليلةُ القدر ليلةٌ خيرٌ من ألف شهر من أدركَها
فقد فازَ بعظيم الثواب والأجر.
اجتهادٌ يُقوِّي الإيمان، ويُزكِّي النفوس، ويُقرِّبُ من الله - جل وعلا -.

رد مع اقتباس