الموضوع: درس اليوم 4860
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 06-19-2020, 02:15 PM
حور العين حور العين متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 57,597
افتراضي درس اليوم 4860

من:إدارة بيت عطاء الخير

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

درس اليوم
معنى اسم الله الحي
وثمرات الإيمان به (02)

مَعْنَى الاسمِ فِي حَقِّ اللهِ تَعَالَى:
قَالَ الطبريُّ: "وأما قولهُ: (الحي) فإنه يعني: الذي له الحياةُ الدائِمةُ والبقاءُ
الذي لا أولَ له يُحَدُّ، ولا آخرَ له يُؤمَّدُ، إذْ كان كلُّ ما سِواه فإنه وإنْ كان حيًّا
فلحياتِهِ أولٌ محدود، وآخرٌ مأمود، ينقطعُ بانقطاعِ أمدِهَا، وينقضي
بانقضاءِ غايتِها".

وَقَالَ فِي آية آل عمرانَ: "وَقَالَ آخرون: معنى ذلك: أَنَّ له الحياةَ الدائمةَ التي
لم تَزَلْ له صفةً ولا تزالُ كذلك، وقالوا: إنما وَصَفَ نَفسَهُ بالحياةِ لأنَّ له حياةً،
كما وصفَها بالعلمِ لأنَّ لها عِلمًا، وبالقدرةِ لأن لها قُدْرةً.

ومعنى ذلك عندي: أنه وَصَفَ نَفسَهُ بالحياةِ الدائمةِ التي لا فَناء لها ولا
انقطاعَ، وَنَفَى عَنهَا ما هو حَالٌ لكلِّ ذي حَياةٍ مِنْ خلقِهِ، من الفناءِ وانقطاعِ
الحياةِ عند مجيءِ أجلِهِ، فأخبر عبادَهُ أنه المستوجبُ عَلَى خلقِهِ
العبادةَ والألُوهةَ.

و(الحيُّ) الذي لا يموتُ ولا يَبيدُ، كما يموتُ كلُّ مَنِ اتُّخِذَ مِنْ دونِهِ رَبًّا، ويَبيدُ
كلُّ مَنِ ادُّعِيَ مِنْ دونه إلهًا، واحتجَّ على خَلقه بأنَّ: مَنْ كَانَ يبيدُ فيزولُ
ويموتُ فيفنى، فلا يكون إلهًا يستوجب أَنْ يُعبدَ دون الإلهِ الذي لا يبيدُ
ولا يموتُ، وَأَنَّ الإلهَ هو الدائمُ الذي لا يموت ولا يبيدُ ولا يفنى،
وذلك الله الذي لا إله إلا هو".

وَقَالَ الزَّجَّاجُ: "(الحيُّ) يُفيدُ دوامَ الوجودِ،
والله تَعَالَى لم يَزلْ مَوجودًا، وَلا يزال موجودًا".

وَقَالَ الزجاجيُّ: "(الحيُّ) في كلامِ العربِ: خِلافُ الميتِ،
والحَيَوان خلافُ المواتِ.

فالله عز وجل الحيُّ الباقي، الذي لا يجوزُ عليه الموتُ
ولا الفناءُ عز وجل وتَعَالَى عَنْ ذَلِكَ علوًّا كبيرًا.
ولا تَعرفُ العربُ عن الحيِّ والحياةِ غيرَ هذا".

وَقَالَ الخطابي: "(الحيُّ) مِن صفة الله تَعَالَى: هو الذي لم يزلْ موجودًا
وبالحياة موصوفًا، لم تَحدُثْ له الحياةُ بعد موتٍ، ولا يَعترضُه الموتُ بعدَ
الحياةِ، وسائرُ الأحياء يَعْتَورُهُم الموتُ أو العدمُ فِي أحدِ طَرَفَي الحياةِ
أو فيهما معًا،

{كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ} [القصص: 88]"[12].

وذكر البيهقيُّ العبارةَ الأولى للخطابي ثم قال:
"فالحياةُ له صفةٌ قائمةٌ بذاتِهِ".

وَقَالَ ابنُ كثيرٍ: "(الحيُّ القيومُ) أي: الحيُّ فِي نفسِهِ الذي
لا يموتُ أبدًا، القيِّمُ لغيرِهِ".


أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين


رد مع اقتباس