الموضوع: درس اليوم 4824
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 04-07-2020, 03:43 PM
حور العين حور العين متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 57,864
افتراضي درس اليوم 4824

من:إدارة بيت عطاء الخير

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

درس اليوم
معنى اسم الله الرَّزاق (10)

المعاني الإِيمانيَّةُ:
قال اللهُ تعالى:

{ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ }
[الذاريات: 58].

قال الحليميُّ: "وهو الرَّزَّاقُ رزقًا بعد رزقٍ، والمكثرُ الموسعُ له".

قال أبو سليمان: "فيما أُخبْرتُ عنه: الرَّزاقُ هو المتكفِّلُ بالرّزقِ،
والقائمُ على كلّ نفسٍ بما يُقِيمُها مِن قُوتِها".

قال:
"وكلُّ ما وصَل منه إليه مِن مباحٍ وغير مباح فهو رزق الله، على معنى أَنَّه
قد جعل له قوتًا ومعاشًا: قال الله عز وجل:
{ وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ * رِزْقًا لِلْعِبَادِ } [ق: 10، 11].

وقال: { وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ }
[الذاريات: 22]،
إلا أَنَّ الشَّيءَ إذا كان مأذونًا له فِي تناولِهِ فهو حلالٌ حُكْمًا، وما كان منه غَير
مأذونٍ له فيه فهو حرامٌ حُكمًا، وجميعُ ذلك رِزْقٌ على ما بَيَّنَّاه".

وعلى ذلك فيجبُ على كلِّ مسلمٍ أَنْ يعلَم أَنْ لا رازقَ ولا رَزَّاقَ إلا اللهُ تعالى
على الإطلاقِ وَحْدَهُ، وغيرُه إِنْ رَزَقَ وأعطى فإنما يَرزُقُ
مِنْ رزقِ الذي أعطى.

فَارْزُقْ مما رَزَقَك اللهُ يأتِك الخَلَفُ مِنَ الِله:

{ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ } [سبأ: 39]،

ومهما دَرَّ عليك مِنَ الرزق الظاهرِ فوق القوتِ، فلا تَدَّخِرْهُ فِي مَخَادعِ
البيوت، واخزُنْه فِي سرادقِ الملكوتِ يزدَدْ نماءً.

فما أَقبحَ بالمرءِ أَنْ يكونَ بطنُهُ مملوءًا، وأنه لا يَبْقَى له مِنَ الجوعِ دماءٌ،
ثم إذا أَعْوَزَك الرزق فلا تَطْلُبْه بكثرة الحرصِ، فلن يَزيدَك فِي الرزقِ المقدّرِ
إلا ما قَسمه لك وقَدَّر.

فاطلبْ منه أعلاه وأجلَّه، وأصْفاه وأحلَّه، قال صلى الله عليه وسلم

"إِنَ رُوحَ القُدُسِ نَفَثَ فِي رُوعِي؛ أَنَّهُ لَا تَمُوتُ نَفْسٌ حَتَّى تَسْتَكْمِلَ رِزْقَهَا،
فَاتَّقُوا الَله وَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ، خُذُوا مَا حَلَّ وَدَعُوا مَا حَرُمَ".

فإذا سلكْتَ هذه المذاهبَ، كنتَ معَلَّقًا بالرازقِ مِن كلِّ جانبٍ، وانتفعْتَ بالرِّزقِ
وانتفعَ بك غيرُك، حيثُ لم يَنْقَبضْ عنهم خيرُك، وضُوعِفَ لك الرزقُ الباطنُ
والظاهرُ، فِي المنزلِ الطاهرِ، فِي المقعدِ الصِّدْقِ عند الملِكِ القادر.

أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين


رد مع اقتباس