06-03-2020, 11:58 AM
|
Senior Member
|
|
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 57,909
|
|
صبر ساعة
من: الأخت الزميلة / جِنان الورد
صبر ساعة
النفس جبل عظيم شاق في طريق السير إلى الله عز وجل . وكل سائر
لا طريق له إلا على ذلك الجبل . فلابد أن ينتهي إليه ، ولكن منهم من هو
شاق عليه ومنهم من هو سهل عليه . وإنه ليسير على من يسره الله عليه .
وفي ذلك الجبل أودية وشعوب ، وعقبات ووهود ، وشوك وعوسج ، وعليق
وشبرق ، ولصوص يقتطعون الطريق على السائرين . ولا سيما أهل الليل
المدلجين . فإذا لم يكن معهم عدد الإيمان ، ومصابيح اليقين تتقد بزيت
الإخبات ، وإلا تعلقت بهم تلك الموانع . وتشبثت بهم تلك القواطع
وحالت بينهم وبين السير .
فإن أكثر السائرين فيه رجعوا على أعقابهم لما عجزوا عن قطعه واقتحام
عقباته . والشيطان على قلة ذلك الجبل يحذر الناس من صعوده وارتفاعه ،
ويخوفهم منه . فيتفق مشقة الصعود وقعود ذلك المخوف على قلته ، وضعف
عزيمة السائر ونيته . فيتولد من ذلك الانقطاع والرجوع . والمعصوم
من عصمه الله .
وكلما رقى السائر في ذلك الجبل اشتد به صياح القاطع ، وتحذيره وتخويفه
، فإذا قطعه وبلغ قلته : انقلبت تلك المخاوف كلهن أمانا . وحينئذ يسهل
السير ، وتزول عنه عوارض الطريق ، ومشقة عقباتها ، ويرى طريقا واسعا
آمنا . يفضي به إلى المنازل والمناهل . وعليه الأعلام . وفيه الإقامات ،
قد أعدت لركب الرحمن .
فبين العبد وبين السعادة والفلاح قوة عزيمة ، وصبر ساعة ، وشجاعة نفس
، وثبات قلب . والفضل بيد الله يؤتيه من يشاء . والله ذو الفضل العظيم .
|