![]() |
![]() |
المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() الحمد لله ، ما تعاقب الجديدان و تكررت المواسم ، أحمده سبحانه و أشكره شكر التقي الصائم ، و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة عامل بها و عالم ، و أشهد أن سيدنا و نبينا محمدًا عبده و رسوله حميد الشِّيم و عظيم المكارم ، صلى الله و سلم و بارك عليه و على آله و صحبه كانوا على نهج الهدى معالم ، و التابعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين . فأوصيكم و نفسي أيها الناس بتقوى الله ، فالعز و الشرف في التقوى ، و السعادة و العلا عند أهل التقوى . التقوى ـ أيها السلمون ـ كنز عظيم ، و جوهر عزيز . خير الدنيا و الآخرة مجموع فيها : { وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ ٱلزَّادِ ٱلتَّقْوَىٰ } [ البقرة : 197 ] . القبول معلق بها : { إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ ٱللَّهُ مِنَ ٱلْمُتَّقِينَ } [ المائدة : 27 ] . و الغفران و الثواب موعود عليها { وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ يُكَفّرْ عَنْهُ سَيّئَـٰتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْراً} [ الطلاق : 5 ] . أهلها هم الأعلون في الآخرة و الأولى : { تِلْكَ ٱلدَّارُ ٱلاْخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لاَ يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِى ٱلأرْضِ وَلاَ فَسَاداً وَٱلْعَـٰقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ } [ القصص : 83 ]. أيّها المسلمون و نحن على عتبة شهرِ رمَضان المبارَك نهنِّئ أنفسَنا و المسلمين ببلوغِ هذا الشّهرِ العظيم ، جعَلَه الله مبَاركًا على أمّةِ الإسلام و عمومِ المسلمين في مشارِقِ الأرضِ و مغَاربها ، و أهلَّه الله علينا بالأمنِ و الإيمان و السلامَةِ و الإسلام و العِزّ و النّصر و التمكين للمسلمين ، و جعل هلاله هلال خير و رشد لأمة الإسلام . أيّها المؤمنون تستقبِل الأمّة هذا الزائرَ المحبوب بفرحٍ غامِر و سرورٍ ظاهرٍ و بهجةٍ بك يا رَمَضان ، إنّ يومَ إقبالك لهوَ يومٌ تفتّحت له قلوبُنا و صدورُنا ، فاستقبَلناك بملءِ النّفس غبطةً و استبشارًا و أمَلاً ، استبشرنا بعودةِ فضائِك الطاهر الذي تسبَح به أرواحُنا بعد جفافِها و ركودِها ، و استبشَرنا بساعةِ صلحٍ مع الطاعاتِ بعدَ طول إعراضِنا و إباقنا ، أعاننا الله على بِرِّك و رفدِك ، فكم تاقت لك الأرواحُ و هفَت لشذوِ أذانِك الآذانُ و همَت سحائبُك الندِيّة هتّانةً بالرّحمة و الغفران . في رحابِكَ تورِق الأيادي و النّفوس فتفيضُ بالبِرِّ و الإحسان . اللهمَّ كما بلَّغتَنا رمضانَ فنسألك التّمامَ و القَبول . عبادَ الله مَن مِنَ المسلمين لا يعرِف فضلَ هذا الشهرِ و قدرَه ، فهو سيِّد الشهور و خيرُها ، { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ } [ البقرة : 185 ] ، من صامه و قامه غَفَر الله له ما تقدَّم من ذنبِه ، فيه ليلةٌ هي خيرٌ من ألفِ شهر ، و قد ثبت في الصحيحَين عن النبي صلى الله عليه و سلم ( أن مَن صام رمَضان إيمانًا و احتسابًا غُفِر له ما تقدَّم من ذنبه ، و أنّ من قام رمضان إيمانًا و إحتسابًا غفِر له ما تقدم من ذنبه ، و أنّ من قام ليلةَ القدر إيمانًا و إحتسابًا غفِر له ما تقدَّم من ذنبه ) هذا هو رمضانُ ، أعظم القرُبات فيه الصومُ الذي افترضه الله تعالى تحقيقًا للتّقوى ، { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } [ البقرة : 183 ] . فهو شهرُ تزكيةِ النفوس و تربيتِها ، و التّقوى حساسيّةٌ في الضمير و صَفاء في الشعورِ و شفافيّة في النفس و مراقبةٌ لله تعالى ، فالصّوم ينمِّي الشعورَ بالمراقبة و يزكِّي النفس بالطاعة . أمَّا ثواب الصائمين فذاك أمرٌ مردُّه إلى الكريم فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ النبيَّ صلى الله عليه و سلم قال : ( قال الله عزّ و جلّ : كلُّ عمَلِ ابنِ آدم له إلاَّ الصّوم ، فإنه لي و أنا أجزِي به ، و الصيام جنة ، فإذا كان يوم صومِ أحدكم فلا يرفث و لا يسخَب ، فإن سابَّه أحدٌ أو قاتَله فليقُل : إني امرُؤ صائم . و الذي نفس محمّد بيده ، لخلوفُ فمِ الصائم أطيبُ عند الله يومَ القيامة من ريح المسك ، و للصائم فرحتان يفرحهما : إذا أفطر فرِح بفطره ، و إذا لقيَ ربَّه فرح بصومه ) رواه البخاري و مسلم ، و في رواية عنهما يرحمهما الله: ( يدع طعامَه و شرابه و شهوتَه من أجلي ) ، و في صحيح مسلم أنّ النبيّ صلى الله عليه و سلم قال : ( و رمضانُ إلى رمضان مكفِّرات لما بينهنّ إذا اجتُنِبت الكبائر ) . فيا من أوجَعته الذنوبُ و أزرَى بهِ العِصيان ، بادِر برفعِ يدٍ في ظلامِ الليل و لا تقنَط من رحمةِ الله الكريم الذي يقول بين آيات الصيام : { وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي إِذَا دَعَانِي فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ } [ البقرة : 186 ] ، و رغِم أنفُ من أدرَكَه رمضانُ فلم يغفَر له ؛ و ذلك لما فيه مِنَ النفحاتِ و الرحمات التي لا يحرَمُها إلاَّ من حرَم نفسَه ، ففي الصحيحَين أنّ النبيَّ صلى الله عليه و سلم قال : ( إذا جاء رمضانُ فتِّحَت أبواب الجنة و غلِّقَت أبواب النار و صفِّدَت الشياطين ) . شهرُ رمضان شهرُ القيام و التراويحِ و الذّكر و التسابيح، فاعمُروا لياليَه بالصلاةِ و الدّعاء و قراءةِ القرآن ، و رُبَّ دعوةٍ صادقةٍ بجَوف ليلٍ تسري حتى تجاوِزَ السماءَ ، فيكتب الله بها لَك سعادةَ الدّارين . و رمضانُ شهر القرآنِ حيث كان جبريل عليه السلام يلقى النبيَّ صلى الله عليه و سلم فيه في كلِّ ليلة فيدارِسُه القرآن ، { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنْ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ } [ البقرة:185 ] . |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
![]() |