![]() |
![]() |
المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
الرسائل اليومية لبيت عطاء الخير لنشر و إعادة الأخلاق الإسلامية الحقيقية للأسرة |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() الإعجاز التربوي في سورة يوسف بقلم ياسر محمود الأقرع تمثل قضيَّة التربية في قصَّة سيدنا يوسف عليه السلام مرتكزاً أساسياً من المرتكزات الأخلاقية التي تقوم عليها أحداث القصة ، وتدعو إليها مواقفها المختلفة . وذلك عبر اللفتة الموحية والإشارة الدالة التي حملتها كلمة { رَبّ } في البناء اللغوي البياني المعجز في السورة . واسم ( الربّ ) يطلق في اللغة على المالك، والسيّد، والمدبر، والمربي ، والقيّم، والمنعم . ( انظر : لسان العرب/م1/ص399 ) . من هنا فإن أول ما تحمله سورة الفاتحة بعد البسملة قوله تعالى : { الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ } [ الفاتحة : 2 ] ذلك أن الحمد كله لله المنعم المتفضل الذي لولا إنعامه على خلقه لما كان لهم وجود ولا بقاء . ولا يطلق اسم ( الرب ) غير مضاف إلا على الله سبحانه وتعالى ( ولم يرد على هذا النحو في القرآن الكريم ) . أما إذا أضيف فقد يُقصد به الله سبحانه وتعالى ، مثل : { رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا } [ البقرة : 286 ] وقوله تعالى { وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى } [ الضحى : 5 ] وقد يُقصد به بعض خلقه كقولنا :( ربّ المنزل، ربّ العمل ) تحمل كلمة الرب إذاً المعاني التي تقوم عليها عملية التربية من الرعاية والاهتمام والتدبير وغير ذلك . من هنا ، من هذه الكلمة ( الرب ) ينطلق البحث في قضية التربية في قصة يوسف ( عليه السلام ) . عرضت لنا القصة ثلاث مراحل في حياة سيدنا يوسف : مرحلة الطفولة : من ذكر الرؤيا حتى وصوله إلى بيت عزيز مصر . مرحلة الشباب : { وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ } [ يوسف : 22 ] مرحلة الرجولة والنضج :( يقول المؤرخون إن بين رؤياه واجتماعه بأبيه و إخوته في مصر أربعون سنة ) . فكيف نتلمّس دور المربي ( الله سبحانه وتعالى ) في حياة يوسف عليه السلام عبر أطوارها المتتالية ، وظروفها المختلفة ؟ أول ما يطالعنا من قصة يوسف عليه السلام ذكر سيدنا يوسف رؤياه لأبيه ، وهو في مرحلة مبكرة من العمر ( 12 سنة حسب أرجح الأقوال ) ، ويدرك أبوه يعقوب عليه السلام أن ما رآه ابنه في رؤياه إنما هو من دلائل النبوة ، فيبشّره : { وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِن قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ } [ يوسف : 6 ] ثمة أمور ثلاثة يأتي ذكرها في الآية حكاية عن سيدنا يعقوب ( عليه السلام ) : 1-الاجتباء والتربية : { يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ }: أي يختارك ويصطفيك لمهمة سيوكلها إليك . وهذه المهمة تحتاج إلى تهيئة وتدريب و استعداد ، وأنت ما تزال طفلاً صغيراً . ولكن الذي يختارك ويجتبيك هو{ ربّك } أي هو القائم على شؤونك ، ورعايتك، وتدريبك . وقد خصّه سيدنا يعقوب بكاف الخطاب في قوله { ربّك } إشعاراً له بخصوصية العلاقة بينه وبين الله سبحانه وتعالى ، وإيناساً له وهو في هذه السن المبكرة . 2-التعليم : بعد مرحلة الاجتباء والاختيار، تأتي مسألة التهيئة { وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ } [ يوسف : 6 ] وتأويل الرؤيا و تعبيرها معجزة أيدّه الله بها ، لتكون عوناً له في المهمة الموكلة إليه . 3-النبوة : { ويُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ } [ يوسف : 6 ] وهذه الواو تعني : اجتماع هذه الأمور لسيدنا يوسف فالاختيار ثم تعليمه تأويل الرؤيا وحدهما لا يعنيان إتمام النعمة. ونفهم من قوله تعالى : { كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِن قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَقَ } [ يوسف : 6 ] |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
![]() |