صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

الرسائل اليومية لبيت عطاء الخير لنشر و إعادة الأخلاق الإسلامية الحقيقية للأسرة

 
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 10-26-2013, 07:29 PM
هيفولا هيفولا غير متواجد حالياً
Super Moderator
 
تاريخ التسجيل: May 2010
المشاركات: 7,422
افتراضي مذكرات بسيطة كتبتها في حج هذا العام ١٤٣٤هـ



مذكرات بسيطة

كتبتها في حج هذا العام ١٤٣٤هـ


اسأل الله أن ينفعني و إياكم بها





منذ اللحظة الأولى التي ودّعت فيها أطفالي و والديّ و أهلي
ذاهبة إلى الحج شعرت بغصة في حلقي،
لا لأني سأرحل عنهم ست ليال
فهناك لقاء سيحين قريبا

و لكني تذكرت حين أفارقهم بلا وداع ..
حين لا يمهلني الموت أن أقبّل هذا

و أوصي هذا و أعانق ذاك ..

كانت اللحظات صعبة على نفسي للغاية ..
إذ تجلّى لي ذلك الربط المهيب الذي جعلني أنسحب منهم بسرعة إلى السيارة
التي تُقلّني إلى المطار ..ذهبت هناك ..
بعد أن مسحت دموعي بطرف عبائتي و حاولت أن أتنفّس الصعداء
و أنسى حزني حين أُذكّر نفسي أني الآن أفِد إلى الله ..
فوفد الله ثلاثة .. حاج و معتمر و غازي ..

الآن فقط استشعرت هذا الحديث الذي كنت أدرسه في مجالس السنة ..
و بدأت أتأمل كل حرف .. وفد الله.. ياااااه ..
لقد اختصني الله بالوفادة إليه ..
فله الشكر و له الحمد و رجوته أن يجعلني ممن حسنت وفادتهم ..




توقفت السيارة عند بوابة المطار ..
أخذت أمشي و أنا أجر حقيبتي الصغيرة التي لا تحمل من الزاد إلا ما يُبلّغني ..
و دلفت صالة المطار لأجد الناس كلهم تمشي مثلي ..
يجرّون حقائبهم ..البعض بلا رفقة و البعض معه صاحب
و البعض وجهه وجِل و بعضهم يسرع خشية الفوات .


. يااااه عاد الموقف المهيب .. يوم أن نفِد إلى الله
.. في أرض المحشر ..
لن آتيه بأولادي و لا بأهلي.. سآتيه فردا !
أجر أعمالي فقط!
و سيفتشها الله .. عملا عملا ..
و لا أدري كم عمل صالح سيجده خالصا
و كم أعمال صالحة سيجدها
لكن بعد أن أفسدها الرياء و شيء من الدنيا ..

يالتلك اللحظات العصيبة .. حين أقبل على ربي ..
و معي بضاعة مزجاه ..
و يا لذلك الوجل الذي سيلثم ملامحي

و سيربك خطوي في أرض محشره ..



كانت صالة المطار تلفت انتباهي إلى ذلك الموقف ..
إلى القدوم على الله ..

بعضهم معه صاحب يشفع له و بعضهم بلا صاحب
بعضهم مطمئن و بعضهم خائف
و كانت أصوات المكبرات حين تعلن اسم الرحلة
التي حان دورها تُذكرني حين ينادي الرب جل جلاله بأسمائنا ..
حين يحين دورنا .
.و ينادي الرب على رؤوس الخلائق باسمي!





مشهد المطار أيقظ فيني ألف شعور ..
جعلني قريبة إلى ربي أكثر ..
جعلني أعرض عن هذه الدنيا و أفكر بالآخرة فقط..
و ليت ذلك الشعور يطول معي

و يدوم و لكنه الانسان يجهل و ينسى
و يغره طول الأمل ..




كنت على موعد مع صديقاتي "طالبات النجاح "
و مع موعد مع شيختنا ..
لنلتقي في المصلى حتى تحين الرحلة ..
و كان أن اجتمعنا هناك و رأيت الوجوه ضاحكة
مستبشرة أن ستذهب للحج ..
دعوت الله أن يُبقي وجوهنا ضاحكة مستبشرة حين نلقاه..
و كان التفافنا بشيختنا و كأننا متمسكات بها
كـ علم يدلنا و يرشدنا فسألته أن نلقاها هناك في أرض المحشر
علما نمشي خلفها بما علمتنا في الدنيا


و وجهتنا ..و نكون ظلها في الآخرة كما كنا ظلها في الدنيا ..


لحظات قصيرة

و أعلنت رحلتنا ..
و عندما وقفت أمام الطائرة و إذ بـ سلمين مختلفين
أحدهما لركاب الدرجة الأولى

و الثاني لركاب الدرجة السياحية ..

فـ طار بي الخيال إلى جنات عدن ..
لسنا كلنا إن كتب الله لنا الجنة سندخل جنة واحدة ..
إنها جناااان .. و إنها سلالم سنرقاها ..
فـ منّا من ارتفع عمله و صلحت سريرته
حتى كان في جنة عالية قطوفها دانية

و منا من سيدخل الجنة لكنها جنة دون جنة !!



فـ في الدرجة الأولى حتى وجوه المضيفين تختلف..
يتبسمون و يبالغون بالضيافة

و الاحترام و كل شيء .. حتى دورات المياه تختلف ..
حتى الأرائك .. أقصد المقاعد ..
فـ من منّا في الآخرة لا يريد أعلى درجة ..
و لكننا في الدنيا تقصر هممنا
و نقول: المهم ندخل الجنة!




لا يا نفس .. المهم أيضا أن نعمل لأعلى جنة
فـ والله إنها تختلف كما اختلفت درجات الطائرة بنا الآن ..
و الكيس الفطن الذي يريد الآخرة يسعى لها سعيها و هو مؤمن ..
و لا يتمنى فقط..






و أقلعت بنا الطائرة و الحمد لله..
و القلب قد طار لمكة قبل أن تطير به الطائرة

و الشوق فيني قد بلغ مبلغه
رباااااه .. أتيناك ملبّين طائعين..



و بعد الوصول .. كان كلّ منا يبحث عن راية الحملة
التي ستحملنا إلى مِنى ..

و كان منظرنا يوحي بشيء آخر .. !




ذلك الضجيج و تلك الأسئلة و أعيننا المترقبة
و نحن نبحث عن الشخص الذي يحمل الراية ..
و وجدناه و مشينا خلفه إلى الباصات ..
فتذكرت رايات يوم القيامة حين يقدمنا محمد ﷺ
و نكون تحت لوائه متمسكين به منقادين ..
و حولنا الأمم ..كلٌّ يبحث عن راية تقوده في موقف العرض ..

و كنا حتى بعد أن وجدنا الراية الكبرى للحملة
نبحث أيضا عن شيختنا ..
نراها راية تلي تلك الراية ..
رأيتنا لا نريد أن نضيع عنها أو تعدوها أعيننا ..
كلنا نسأل: وين الشيخة ؟
و كأنها راية تتبع راية و هكذا نحن يوم القيامة

فـ يا نفس استكثري من الصاحب الصالح في الدنيا
فهو الذي سيمسك بك يوم القيامة
و قد يشفع لك يوم يبحث الناس عن شفاعة ..




يتبع

رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات